اعتبر رئيس حزب "الدستور" محمد البرادعي، ان إقدام الجيش على عزل الرئيس المصري محمد مرسي كان الشيء الصحيح من أجل بلاده، مؤكداً ضرورة أن تكون كل الأطراف ومن بينها "الأخوان المسلمون" في مستقبلها، مشدداً على ان أحداً لا يتحمل فشل مصر.وقال البرادعي، وهو منسق جبهة الإنقاذ أكبر تجمع للمعارضة المدنية في مصر، لشبكة "سي إن إن" الأميركية ان عزل الجيش لمرسي كان الخطوة الصواب من أجل مصر، مؤكداً ضرورة أن تكون كل الأطراف ومن بينها "الأخوان المسلمون" مكان في مستقبل البلاد. وذكر "لا يمكننا تحمل فشل مصر، ولا أحد يمكن أن يتحمل ذلك".وشدد على ان ما حصل في مصر ليس انقلاباً عسكرياً، وقال كان لا بد إما المخاطرة باندلاع حرب أهلية أو اتخاذ إجراءات دستورية إضافية لبقاء البلاد متماسكة.ورأى البرادعي ان ما تمر به مصر صعب، نظراً للآمال العالية التي كانت لدى الكثيرين بعد تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، معترفاً ان الانتخابات التي فاز فيها مرسي كانت "حرة وعادلة" لكن "الرئيس للأسف أساء التصرف". وقال "عندما ينتهي الأمر بوجود أكثر من 20 مليون شخص في الشارع، لا بد أن يعي ان عليه الرحيل فوراً، وهذا وضع محزن". واعتبر ان مغادرة مرسي للحكم ستسمح بأن تبدأ مصر من جديد صياغة الدستور وتشكيل حكومة شاملة.وأوضح البرادعي ضرورة أن تضم الحكومة أعضاء من "الأخوان المسلمين" التي كانت محظورة في عهد مبارك وإنما كانت القوة السياسية الأقوى في مصر.وقال انه من الممكن أن يترشح مرسي للرئاسة من جديد، "لكن لا أعتقد انه سيفعل ذلك".وأعرب عن أمله في أن يشارك أشخاص مؤهلون من "الأخوان المسلمين" والسلفيين في الحكومة المقبلة "فنحن بحاجة لأن يكون الجميع جزءاً من هذه العملية السياسية، ونريد مجتمعاً متماسكاً متسامحاً ويحترم اختلافات الآخرين".وإذ لفت إلى انه ليس مهتماً شخصياً بالترشح للرئاسة في مصر، عبّر عن قلقه العميق على بلاده، مؤكداً رغبته ببذل كل ما في وسعه لرسم مستقبل أفضل.وشدد على ان صبر المصريين محدود بعد سنوات من الفوضى السياسية والاقتصادية، ورأى انه "لا بد من أن نظهر للناس اننا نركز فعلاً على حاجاتهم الأساسية".وكانت القوات المسلّحة المصرية أعلنت مساء الأربعاء الماضي تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا شؤون البلاد، وقالت إنها قرارات أتت استجابة لمطالب الشعب.وأدَّى رئيس المحكمة المستشار عدلي منصور صباح امس اليمين الدستورية رئيساً مؤقتاً لمصر، فيما يواصل مئات الآلاف من المصريين احتفالاتهم برحيل الرئيس المصري محمد مرسي وبتولي الرئيس الجديد، حيث يحتشدون في ميدان التحرير وسط القاهرة وفي ميادين عدة بالقاهرة والمحافظات، فيما توجه دعوات لتظاهرات حاشدة اليوم تأييداً للجيش والرئيس الجديد.