كان طاقم الحصة منشغلا بتحضير العدد الذي سيبث في الغد الثلاثاء على المباشر، لذلك لم يتم مناقشة المواضيع التي سيختارونها في العدد المقبل وفي اليوم المالي من البث المباشر، كان اجتماع الطاقم، وكانت قصة "رابح" من بين القصص المختارة في العدد المقبل، نظرا لحساسية القضية التي تدخل في إطار حالات سرقة الأطفال والرضع من المستشفيات التي شهدتها هذه الأخيرة خلال حقبتي السبعينات والثمانينات. في تلك الأثناء كانت حورية تنتظر يوميا، مكالمة التلفزيون، وفي الوقت نفسه متخوفة من ردة فعل زوجها الذي لم تفاتحه في الموضوع إلى غاية ذلك اليوم. كان يوم الجمعة، اغتمت تواجد ابنتها في البيت لتقوم بتنظيف البيت، كانت قوة ما تدفعها للتغير، إنه ذلك الأمل الذي لاح في أفق حياتها بعد حديثها مع رياض، وهو ما لاحظه الأولاد وزوجها كذلك، وهم جلوس على مائدة الغذاء، حيث اجتمعوا على طبق الكسكس بالدجاج، الطبق المفضل لدى العائلة في غذاء الجمعة، مثل كل العائلات العاصمية، في الوقت التي بدت فيه سعيدة، ومتفائلة وهي تلاعب ابنها عبد المالك، وابنتها سمية. بعد عودة عبد الحميد وولديه فوزي وحسان من صلاة الجمعة، اغتنمت فرصة دخول زوجها لأخذ قسط من الراحة في غرفته، فدخلت عليه، وفي يدها فنجان القهوة... - أنت تعرف أنه طوال 17 من زواجنا لم أخف عنك شيئا - نعم، وما الدافع للحديث هذا؟ - لقد ذهبت يوم الاثنين إلى التلفزة، للمشاركة في نداء حصة "وكل شيء ممكن" - ألا زلت مصرة على ذلك الموضوع؟ - نعم، إنها الخطوة الأخيرة حتى تبرد النار التي أشعلها فراق رابح، أعدك ستكون الأخيرة.. - أخاف أن تعودي إلى حالة الاكتئاب، وتتدهور صحتك، سينفتح أمامك باب لا يمكنك غلقه، ستتهاطل عليك الأكاذيب والمعلومات الخاطئة وتعودي للجري وراء السراب. - لا، "رياض"، مقدم الحصة، أخبرني بأنه هناك أمل، وهناك العديد من الحالات المشابهة، وتم العثور في الأخير على الأطفال الذين تم سرقتهم من المستشفيات. ماذا عن الأولاد، كيف ستكون حياتهم بعد ذلك، ستظهرين على المباشر، لقد تحدثت إليهم، وأوضحت لهم الأمر، لقد وعدوا بمساعدتي أنا فقط أطلب منكم الوقوف إلى جانبي في هذه المرحلة، لم أتفانى يوما في الإخلاص إلى عائلاتي، ولم اقصر في واجبي اتجاهها، وسيكون هذا الطلب بمثابة حقي الذي أطالب به الجميع. كانت تقنع في عبد الحميد، وكانت الدموع تغمر عينيها، ولم يكن أمام زوجها إلا أن يهدئها، ويعدها بأنه سيكون إلى جانبها كما كان كذلك دوما..