"وسيم" هو رضيع ليس ككل الرضع، يبلغ من العمر ستة أشهر، يصارع مرضا نادرا يتهدد حياته منذ الولادة، والذي يصيب واحدا في المائة من الرضع، وهو الحساسية المفرطة ضد بروتين حليب البقر، الأمر الذي جعل هذا الرضيع يحرم من الحليب ومشتقاته نهائيا. وبعد محاولات عدة من طرف الأطباء مع عدد من "الماركات"، تبيّن أنه لا يمكنه أخذ غير الحليب المسمى "نيوكات" الخالي من أي سلاسل لهذا البروتين، لكن هذا الحليب الذي يمكن أن يبقي الطفل على قيد الحياة مفقود من السوق الجزائرية نهائيا، وحتى في الدول المجاورة كتونس والمغرب، إلا أنه متوفر فقط في فرنسا، ويباع تحت الطلب. مع ذلك يقول والدا الرضيع إنهما تمكّنا من جلب علبتين فقط منه، وبمساعدة الأقارب هناك، لكن المشكل يكمن في أن هذا الحليب باهظ الثمن، حيث يعادل ثمن العلبة الواحدة منه 9600 دج، وهي لا تكفي لتغذيته 48 ساعة فقط، وذلك بمعدل ست رضاعات في اليوم. "وسيم" الذي يقول والداه إنه الآن يعتمد كليا على ما تجود به عليه بعض النساء المرضعات، ممن سمعن بحالة ابنهما، وبادرن بالمساهمة في إنقاذ حياته، لكن المشكل هو أنه لا يمكنهما أن يطلبا من أية سيدة مرضعة أن تساعد ابنهما، حيث تبقى حياته متوقفة على المبادرة من هؤلاء. الطفل الآن موضوع تحت عناية الأطباء بمستشفى "بير طرارية"، محروم للأسف الشديد من حليب والدته أيضا، التي تعاني من مشكل عدم إدرار الحليب، وهي تتابع العلاج علّها تتمكن من إنقاذ فلذة كبدها، إلا أنها إلى ذلك الحين تتجرع هي ووالده مرارة الألم الذي يعانيه "وسيم" عند تجريب أي دواء، أو حليب عليه، حتى أن الأطباء ارتأوا التريث في تقديم أي نوع من أنواع الطعام له، خاصة بعد الانتكاسة الصحية التي عرفها، عند أول تجربة من هذا النوع، والتي كادت أن تودي بحياته. والدا "وسيم"، اللذان قصدا مقر جريدة "النهار" لنقل معاناتهما إلى كل من يمكنه إنقاذ حياة ابنهما، ناشدا ذوي القلوب الرحيمة النظر إلى حالة هذا الطفل البريء الذي أنهكه المرض، تقديم العون له ولو بعلبة الحليب المذكور، وإلا - تقول والدته - إنها تبحث عن مرضعة له، تقوم بإرضاعه نهارا، فيما يتغذى ليلا بالحليب الصناعي الذي يأمل الوالدان في الحصول عليه عبر هذا النداء.