أعربت فيفيان ريدينج المفوضة الأوروبية لشئون العدالة عن اعتقادها بأن فضيحة تنصت وكالة الأمن القومى الأمريكية (إن إس إيه) على عدد من الدول الأوروبية تمثل خطرا بالنسبة لاتفاقية تحرير التجارة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى المرتقبة. وجاء فى نص خطاب تعتزم ريدينج إلقائه اليوم الثلاثاء، فى إحدى المحاضرات بواشنطن أن هذا لن يكون سهلا فهناك تحديات ومشاكل يمكن أن تؤثر على ذلك بالقطع، وواحدة من هذه المشاكل هى كيفية التعامل مع حماية البيانات". وحذرت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية من إدراج قواعد ملزمة لحماية البيانات فى الاتفاقية "فحماية البيانات ليست ضريبة على الجمارك بل هى حق أساسى ولا يمكن التفاوض عليها". يذكر أن الاتحاد الأوروبى يناقش فى الوقت الراهن إدخال إصلاحات على القواعد المنظمة لحماية البيانات التى تم سنها فى 1995، ومن المنتظر بموجب هذه الإصلاحات أن يحصل مستخدمو الانترنت على المزيد من الحقوق فى حماية بياناتهم الشخصية ولاسيما فى مواجهة شركات مثل جوجل وفيسبوك. وأضافت ريدينج أنها تنتظر من الولاياتالمتحدة تشديد قواعد حماية البيانات إذا تعلق الأمر بمواطنين أوروبيين. وفيما يتعلق بتجسس الاستخبارات الأمريكية على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، انتقدت ريدينج هذه العملية قائلة إن "الأصدقاء والشركاء لا يتجسسون على بعضهم البعض". وطالبت ريدينج الولاياتالمتحدة بالكشف الكامل عن ملابسات هذه العملية مشيرة إلى أنه على "شركائنا الأمريكيين أن يقوموا بشىء من شأنه إعادة بناء الثقة". كانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى استهلا فى يوليو الماضى مفاوضات بشأن إقامة أكبر منطقة للتجارة الحرة فى العالم. وكان الألمانى مارتين شولتس رئيس البرلمان الأوروبى طالب بتعليق هذه المفاوضات بعد الكشف عن تجسس الاستخبارات الأمريكية على عدد من الدول الأوروبية.