بالرغم من خطورتها وظروف تحضيرها الغامضة من المعلوم لدى الجميع أن محلات الأعشاب عرفت انتشارا واسعا في أسواق ولاية تيزي وزو، بعدما عمد الشباب إلى فتح محلات ووضع طاولات لبيع هذه المواد دون أن يملكوا أية شهادة علمية تبيح له وضع وصفة عشبية واحدة قد يكون عقارها أخطر من الأدوية المقدمة في الصيدليات. والجديد في شهر رمضان هو أن بعض البائعين لهذه العقاقير ابتكروا عقاقير تناسب مشاكل الهضم في فترة الصيام، فتجد العديد من الشباب يضع كل أنواع العقاقير المسحوقة والمستحضرات والزيوت باختلاف أنواعها وأدوية تباع على شكل خلطة سحرية أو عقدة ابتدعت وجعلوها تحت أسماء متعددة ركبوها من خلال قراءات سطحية عابرة في كتب الأطباء مشهورين.. والتي تجهل كينونتها في أغلب الأحيان مجهولة. فكل ما تريده تجده في أسواق ولاية تيزي وزو، بل نكاد نجزم أن علم الصيدلة تحول إلى الأسواق الفوضوية في هذه الولاية .. عقاقير للحموضة.. لأمراض القولون، أخرى لتسهيل الهضم، وضد انتفاخ البطن، أنواع مختلفة من الأعشاب المركبة والمفردة تباع في هذه الظروف الغامضة، بعضها مصنوع في مصانع أضحت معروفة لدى العام والخاص. فالكل يصرخ لبيع عقاقيره في السوق الفوضوي بذراع بن خدة، أحد أهم البلديات التجارية التي تستقطب المئات من القرويين يوميا يجدون كذلك ضالتهم في اقتناء الأعشاب الطبية بأسعار مختلفة ومنخفضة جدا عن أسعار الأدوية في الصيدلية. تساؤلات كثيرة تطرح حول تطور هذه الظاهرة، وهل أصبحت الأمراض تعالج من دون علم ودراسة للأمراض وحالة المريض والمجازفة التي يتخذها صاحب الوصفة في منح هذه العقاقير والثقة العمياء التي يمنحها المواطن لهؤلاء الأشخاص، وأي تأثيرات ستحدثها هذه العقاقير على المصابين بأمراض أخرى مثل القلق، الحزن، الحساسية، الربو، السكر والضغط الدموي خاصة الكولسترول، وأين السلطات وأين الضمان الاجتماعي في كل هذه الفوضى؟ هي أسئلة تنتظر الإجابة، بعد أن أضحى من السهل جدا أن يُفتح محل لبيع الأعشاب الطبية دون أية خبرة، لكن هذه الأدوية قد تكون قاتلة. وفي هذا الصدد، تعرضت العديد من الحالات للأذى فليس كل الخلطات السحرية للعلاج صالحة، بل قد يؤدي مفعولها إلى نتائج وخيمة في بعض الأحيان، حيث تعرضت إحدى النساء المدمنات على الأدوية العشبية إلى الإجهاض بسبب تناولهن عشبة طبية.