أفاد مصدر موثوق "النهار" أن عملية التمشيط التي تباشرها قوات الجيش منذ مساء الأحد الفارط، بمنطقة عزازڤة والتي تمتد إلى جبال زكري المحاذية لولاية بجاية، دعمت بعناصر جديدة ومهمة من الجيش التحقت من وزارة الدفاع بجبال عكوران للانضمام للأعداد المتواجدة بثكنات عكوران، حيث لوحظ صباح أمس توافد مركبات الجيش باتجاه المنطقة المذكورة وتم الاستعانة بعتاد حربي وآلات عسكرية متطورة، تمثلت في طائرات مروحية مدججة بالصواريخ، مدافع ارضية وكاسحات أرضية وغيرها من إمكانيات حربية حولت الى المنطقة. وبدات منذ صباح أمس كاسحات الأرضية في توسيع الطرق الغابية بجبال عكوران لتمكين الجيش من التوغل إلى إدغال الغابة. ووصف المصدر عملية التمشيط بالطارئة والاستثنائية نظرا للأهمية التي حظيت بها من طرف قيادات عليا في الجيش، بدليل انتقال الفريق أحمد ڤايد صالح قائد أركان الجيش الشعبي الوطني صبيحة أمس إلى ولاية تيزي وزو للإشراف على هده العملية العسكرية. وأضاف المصدر أن اجتماع عاجل عقد أمس في حوالي الساعة العاشرة برئاسة المسؤول الأول للجيش ضم عددا من كبار المسؤولين بالجيش بولاية تيزي وزو لوضع خطة حربية واستراتيجية وصفت بالمختلفة عن سابقاتها للقضاء على بقايا العناصر الإرهابية الناشطة بولاية تيزي وزو تحت لواء ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتي قدّرتها مصادرنا بحوالي 35 إرهابيا ينشط في كتيبة الفاروق. وتهدف العملية مبدئيا لتركيز الحصار الجوي والبري على الجماعات المسلحة الناشطة بالمنطقة وأتت هذه العملية بعد العمليتين الإرهابيتين اللتين نفذتهما هذه الجماعات بتفجير قنابل متحكم فيها عن بعد في كل من بوغني وعزازڤة منذ أسبوع خلف جرح 4 دركيين ومدنيين ووقع بعدها اشتباك عنيف عشية أول أمس بمنطقة الأربعاء ناثي راثن بين قوات الجيش وجماعة إرهابية دام من الساعة الثامنة إلى التاسعة ليلا، أحدث حالة رعب كبيرة في أوساط المواطنين وفرت بعدها الجماعة الإرهابية إلى منطقة واد ربطة الرابط بين قرى عروس التابعة لبلدية آيت اومالو وقرية تاوريرت ادن التابعة لبلدية مقلع. وقالت مصادر متطابقة إن عدد عناصر الجماعة الإرهابية يزيد عن 20 إرهابيا حاملين لأسلحة اوتوماتيكية وكلاشينكوف ودمرت بعدها قوات الأمن عدة كازمات ومعاقل الإرهابيين في عملية التمشيط. تجدر الاشارة أن العملية تعد الثانية من نوعها، حيث تنقل مسؤولون كبار في الجيش لجبال عكوران السنة الماضية للإشراف على عملية تمشيط واسعة للمنطقة الشمالية لولاية تيزي وزو ضمت كل من جبال عزازڤة، اعكوران، زكري وصولا إلى بني كسيلة بولاية بجاية، أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 20 إرهابيا بعد ما تم تدمير معاقلهم والتي حوصروا فيها لأزيد من 15 يوما، كان ضمنهم ابن علي بن حاج، الرقم الثاني في حزب الانقاذ المحل عبد القهار بن حاج. وحسب محللون أمنيون، فإن هذه العملية العسكرية تأتي كمواجهة مسبقة تحسبا للعمليات الإرهابية التي قد تعمد الجماعات المسلحة للقيام بها بعد فترة من الهدوء.