* كشف مصدر من محافظة الغابات بولاية النعامة أن غياب وسائل الإنجاز المؤهلة ذات الكفاءة والخبرة وانعدام المتابعة المستمرة للمناطق المغروسة، فضلا عن افتقار المحافظة لوسائل وتجهيزات دعم أشغال الصيانة، سبّب تأخرا في إنهاء مشاريع التشجير التي استفاد منها القطاع خلال مختلف البرامج المسجلة، حيث لم تتجاوز المساحة المغروسة بولاية النعامة 6562 هكتار منذ أكثر من سنة ونصف؛ وهو رقم ضئيل مقارنة بالبرامج الضخمة التي تم تسجيلها في مختلف العمليات، سواء لتثبيت الكثبان الرملية أو مكافحة التصحر· وتضيف ذات المصادر أن العوامل المناخية غير المواتية بفعل الجفاف ونسبة رطوبة التربة إلى جانب تزايد مساحة الطبقات الكلسية وانتشار الملوحة قد تعرض الشتلات المغروسة إلى التلف وتحول دون تحقيق النتائج المنتظرة من هذه العملية التي توقفت حاليا على أن تستأنف مع بداية شهر مارس المقبل· نفس المصير لحق ببرنامج الهضاب العليا، حيث لم تتمكن الجهات المعنية من مباشرة الأشغال التي تأجلت ويتضمن غرس مصدّات الرياح على مساحة ألف هكتار؛ مما يعادل مليون شجيرة، وهي العملية التي تحتاج إلى متابعة وصيانة صارمة من طرف القائمين عليها، لتفادي تكليف الخزينة العمومية عشرات الملايير دون أن تحقق الأهداف المنتظرة، بعدما زحفت الزوابع على مساحات واسعة من الفضاء الرعوي· أما في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو الاقتصادي لسنة 2007فإن قطاع الغابات استفاد من عدة عمليات، لعل من أهمها إنجاز مشتلتين لتدعيم إنتاج الشجيرات المحلية التي تلائم مناخ المنطقة، فضلا عن عمليات أخرى لتصحيح المجاري المائية، قصد حماية المساحات المستصلحة والطرقات وخط السكة الحديدية والقرى والمدن من أخطار السيولة والفيضانات، التي مازالت تهدد المنطقة، على غرار ما وقع خلال الأيام القليلة الماضية، حيث غمرت المياه الجارفة محيطات الاستصلاح ومزارع الفلاحين وتسبّبت في شل حركة المرور بعدة نقاط جنوب الولاية؛ الأمر الذي يعكس فشل البرامج السابقة ويستدعي من الجهات المسؤولة تفعيل وسائل الإنجاز بأكثر صرامة، في ظل الرقابة المستمرة للمشاريع، تفاديا لأخطاء السنين الماضية، حيث امتدت الأحزمة الخضراء في غير موقعها، بينما بقيت أروقة الزوابع بعيدة عن عمليات التشجير.