أكد وزير الخارجية المالي عبدولاي ديوب اليوم إلتزام الحكومة المالية ب"المشاركة الجادة" في مفاوضات السلام و "التنفيذ التام" لبنود أي إتفاق مستقبلي في إطار المسار الذي ترعاه الجزائر و الرامي إلى إيجاد حلول مستدامة للأزمة في شمال مالي. وقال ديوب خلال كلمته في إفتتاح المرحلة الثانية من مفاوضات السلام "الجوهرية" بين فرقاء الأزمة في ماليبالجزائر أن "الحكومة المالية تؤكد إلتزامها بالمشاركة الحقيقية و الجادة في المرحلة الثانية من الحوار و تتعهد بالعمل على تنفيذ بنود أي إتفاق مستقبلي بشكل تام من أجل الخروج من الأزمة". كما أكد رئيس الدبلوماسية المالي إلتزام الحكومة "بالبحث عن الأطار الدستوري الأمثل والكفيل بضم جميع أطياف المجتمع المالي و التكفل بإنشغالاتهم" مشددا على أنه " لابد من التفكير في تحقيق حكامة تشاركية و إعادة تأسيس السلم و الأمن في ربوع البلاد ووضع الأطر الكفيلة بتحقيق تنمية متناغمة بين مناطق الوطن الواحد". وأضاف " نحن لا ندخر أي جهد من أجل توفير الظروف الأمثل لعيش أبنائنا في كامل ربوع دولة مالي" داعيا جميع الأطراف إلى إغتنام فرصة الحوار هاته من أجل إستكمال بناء مالي. كما اعرب عن أمله في" طي صفحة الآلام التي عاشها الشعب المالي في فترة طويلة من تاريخه". وأشار في ذات السياق إلى الإلتزام الشخصي للرئيسين الجزائري عبد العزيز بوتفليقة و المالي إبراهيم أبو بكر كايتا بالعمل على حل الأزمة شمال مالي و الحفاظ على الإستقرار في المنطقة منوها بالجهود "الدولية المرافقة لمسار المفاوضات الذي ترعاه الجزائر و تلك الرامية إلى تحقيق الإستقرار ليس في مالي فقط و لكن في منطقة الساحل و الصحراء و إفريقيا عموما". وجدد ديوب إمتنناه للحكومة الجزائرية و للرئيس بوتفليقة "شخصيا" على الجهود المبذولة من أجل الحفاظ على الإستقرار في المنطقة. ونظمت الجزائر منذ يناير الفارط سلسلة من اللقاءات تهدف إلى توفير الشروط الكفيلة بإطلاق حوار شامل بين الماليين و كانت ثمرة هذه الجهود التوافق على بدء الحوار المباشر بين أطراف النزاع بداية شهر يوليو الماضي وذلك بناءا على "إعلان الجزائر "و أرضية التفاهم المبدئية" التي وقعت عليها ست حركات سياسية مسلحة ناشطة في شمال مالي المعنية حاليا بالحوار المباشر مع الحكومة المركزية ببماكو. ويتعلق الأمر بكل من الحركة العربية للأزواد و التنسيقية من أجل شعب الأزواد و تنسيقية الحركات و الجبهات القومية للمقاومة و الحركة الوطنية لتحرير الأزواد و المجلس الأعلى لتوحيد الزواد و الحركة العربية للأزواد (المنشقة). وتم خلال مراسيم افتتاح المرحلة الثانية من مفاوضات السلام بين فرقاء الأزمة في مالي الوقوف دقيقة صمت ترحما على الفقيدين الجزائريين فى شمال مالي القنصل المتوفيين بوعلام سايس والطاهر تواتي بإعتبارهما "بناة السلم من أبناء الجزائر". وفي هذا السياق أعرب وزير الخارجية المالي عن سعادته للإفراج عن الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين فى غاو (شمال مالي) معبرا في نفس الوقت عن تعازيه لفقيدي الدبلوماسية الجزائرية مشيرا إلى أن "هذه الحوادث تذكرنا بالتكلفة الثقيلة التي يريد الإرهاب أن ندفعها". وتم بداية الأسبوع الجاري تحرير الرهينتين الجزائريتين الأخيرتين من بين الرهائن السبعة الذين اختطفوا في ابريل 2012 في غاو (شمال مالي) عشية انطلاق المرحلة الثانية للحوار المالي اليوم الاثنين.