توالت اليوم ردود الفعل الداخلية والخارجية المشيدة بالانتخابات التشريعية التي جرت في تونس يوم الأحد في حين لاتزال فيه عملية فرز وتجميع الأصوات بالدوائر الانتخابية مستمرة. وكرد فعل أولي على هذه الانتخابات قدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التهنئة لتونس واصفا اجراءها الانتخابات البرلمانية بأنها "خطوة حاسمة من أجل مستقبل البلاد". وأفادت رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي لملاحظة الانتخابات التشريعية في تونس أنمى نيتس اوتوبروك بأن البعثة لم تسجل أية خروقات خطيرة يوم الاقتراع في 26 أكتوبر مؤكدة أنه تم تسجيل "إحترام مبدأ الاقتراع السري وأن المعلومات التي وردت عن شراء أصوات كانت دون أدلة". وجدد رئيس بعثة الملاحظة من البرلمان الأوروبي مايكل كاهلر إلتزام الاتحاد الأوروبي بمتابعة الانتقال الديمقراطي في تونس مشيرا الى أن بعثة الاتحاد الأوروبي لملاحظة الانتخابات ستبقى في البلاد حتى نهاية الانتخابات الرئاسية. وتوجد بعثة الاتحاد الأوروبي لملاحظ الانتخابات التشريعية التونسية بتونس منذ 17 سبتمبر الماضي وتضم 112 ملاحظا من بينهم 7 أعضاء من البرلمان الأوروبي. ومن جهته أفاد وجيه حنفي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس بعثة الجامعة لملاحظة الانتخابات التشريعية في تونس يوم 26 أكتوبر 2014 بأن البلاد "نجحت من خلال توفقها في تنظيم هذا الاستحقاق الانتخابي في استكمال مسارها الانتقالي والوصول الى مرحلة الاستقرار". وبدورها وصفت وزارة الخارجية الروسية الانتخابات التشريعية التونسية بأنها "خطوة مهمة في طريق الانتقال الديمقراطي". كما هنأ وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير تونس بنجاح الانتخابات التشريعية التي وصفها بأنها "خطوة كبيرة في اتجاه ترسيخ الديمقراطية". وقالت الحكومة الاسبانية أن "هذه الانتخابات يجب أن تترجم التزام وسعي جميع الأطياف السياسية بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والرخاء في تونس". ورحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بدوره بعملية الانتخابات التشريعية الديمقراطية في تونس "حيث تدفق الملايين من التونسيين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في البرلمان". وعلى صعيد متصل أشاد رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الإفريقي موريس كاسام أوتيم بنجاح التنظيم لهذه الانتخابات والتطور المسجل الذي شهدته هذه العملية مقارنة مع انتخابات المجلس الوطني التأسيسي عام 2011. وفي الجزائر أكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيزبن علي الشريف على "اعراب الجزائرعن ارتياحها للسير الجيد للانتخابات التشريعية في تونس التي جرت في ظروف سادها الهدوء". وخلص السيد بن علي الشريف إلى القول أن "الجزائر تلتزم بهذه المناسبة بمواصلة تقديم دعمها التام لتونس الشقيقة التي انتهجت بعزم مسار الاستقرار و الرفاه". ومن جمتها أشادت الحكومة السودانية هي الأخرى بنجاح الانتخابات التشريعية في تونس ووصفتها بأنها اتسمت ب "الشفافية والنزاهة". تنويه داخلي بمسار الإنتخابات التشريعية وباحثين سياسيين يصفون نتائج الانتخابات ب "المفاجئة"- وداخليا نوهت الصحافة التونسية الصادرة اليوم بمسار الإنتخابات التشريعية التي جرت في تونس يوم الأحد فيما أكدت من خلال قراءتها للنتائج الأولية على أهمية "الإستقطاب الثنائي" للمشهد البرلماني التونسي تفاديا لإعادة إنتاج الوضع الذي مرت به البلاد في فترة حكم "الترويكا". وقال بوعلي المباركي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم أن "مؤسسة الحوار الوطني ستظل قارة لتذليل الصعوبات أمام الحكومة الجديدة والتدخل اذا اقتضت الحاجة والضرورة". وبين المباركي أن "استئناف جلسات الحوار سيكون الجمعة القادم بنفس التركيبة القديمة للنظر في المسار الانتخابي وكيفية تسلم السلطة لمهامها في علاقة بالمرحلة القادمة والوضعية الجديدة التي ستفرزها النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية". واعتبر أن "النتائج الأولية للانتخابات كانت منتظرة من قبل الأحزاب السياسية التي أحرزت الأغلبية البرلمانية لأنها نالت ثقة عدد كبير من الناخبين" وفق توضحيه. ومن جانبه رأى الباحث السياسي التونسي بحري العرفاوي بأن نتائج انتخابات البرلمان التونسي كانت "مفاجئة" بفوز حزب نداء تونس و"صاعقة " لأبناء النهضة ولكثير من المراقبين. السلطات التونسية تعيد فتح معابرها البرية مع ليبيا - وقد أعادت السلطات في تونس اليوم الثلاثاء فتح معابرها البرية مع ليبيا بعد إغلاق تواصل على مدى ثلاثة أيام في إطار إجراءات أمنية ارتبطت بالإنتخابات التشريعية التي جرت يوم الأحد الماضي. وقال مصدر أمني تونسي في تصريحات بثتها إذاعة (موزاييك أف أم) المحلية أن المعابر الحدودية بين تونس وليبيا "إستأنفت نشاطها في الاتجاهين أي على مستوى دخول التراب التونسي ومغادرته". وتعد الانتخابات الجارية في تونس واحدة من الخطوات الأخيرة في عملية التحول السياسي في البلاد. ومن المقرر أن تعقد الانتخابات الرئاسية في 23 نوفمبر المقبل وهي الأولى من نوعها بعد احداث 2011