تسبب، انفجار القنابل الثلاثة صبيحة عيد الأضحى المبارك بمفترق الطرق بمنطقة "تاشحاط" ببلدية عمال، في خلق حالة من الفزع والخوف وسط المواطنين، أدت إلى امتناعهم وعزوفهم عن عملية جني ثمار الزيتون، بعدة مناطق قريبة من المعاقل الإرهابية * حيث أوجدت الجماعات الإرهابية المسلحة لنفسها بغابات وجبال هذه البلدية الحدودية مع بلدية الأخضرية "مناطق محرمة" وممنوعة، ولوجها على سكان المنطقة الذين يملكون فيها أراضي شاسعة ومساحات من ثمار الزيتون، البلوط والتين، على رأسها غابات "جراح"، التي تعد واحدة من أكبر المعاقل الإرهابية بسبب طبيعة تضاريسها التي تجمع بين الوديان الجارية وجبالها الصخرية المحصنة طبيعيا، وهذا رغم عمليات التمشيط الواسعة التي تعمد فيها قوات الجيش إلى قنبلتها تارة بالمدافع وأخرى بالمروحيات، حيث لا زالت هذه الغابات الحصن الذي يجمع أكثر من 30 إرهابيا اتخذوا من الكهوف التي كان يستخدمها المجاهدون إبان الاستعمار كمعاقل لهم، ومجاورتها أيضا لغابات "عين السلطان"، التي تشير مصادر متطابقة أنها من المناطق الأولى التي اتخذتها الجماعات الارهابية كدروع ومعاقل لها منذ بداية التسعينات إلى يومنا هذا، والتي تشتهر بغابات البلوط الكثيفة ومسالكها الوعرة، ورغم الهدوء النسبي الذي عرفته هذه المناطق التابعة لبلدية عمال، إلا أن انفجار ثلاثة قنابل تقليدية الصنع ومتحكم فيها عن بعد، صبيحة عيد الأضحى المبارك، والتي أسفرت عن إصابة جندي بجروح طفيفة بمفترق الطرق المؤدي لقرية جراح على بعد حوالي 200 م عن الثكنة العسكرية، أدى إلى انتشار حالة من الذعر والخوف وسط مواطني القرى المجاورة، كقرية أولاد "عبد الهادي" و"الدكان" وكذا "تيزة"، في حين، إمتنعت العائلات عن جني ثمار الزيتون في موسمه الذي انطلق، مؤخرا، تجنبا من لقاء الجماعات الارهابية المسلحة المنطوية -على الأرجح- تحت لواء كتيبة الفاروق، الممتدة لحدود الأخضرية وشعبة العامر، عمال وبني عمران جنوب شرق بومرداس. * وأفادت مصادر موثوقة ل"النهار" أن هذه العناصر الارهابية تعمد إلى تقسيم وتوزيع أفرادها أثناء تنقلاتها، خشية الالتقاء بعناصر الأمن أو حتى المواطنين ،وهذا من خلال آثار الأقدام التي يتفطن إليها أهالي المناطق.