أعلنت وزيرة التضامن الوطني والاسرة وقضايا المرأة, مونية مسلم, عن منشور وزاري مشترك سيتم إصداره لاحقا بين وزارتي التضامن الوطني والتربية الوطنية لتعزيز التربية المدمجة لفائدة الأطفال المعاقين في الوسط المدرسي العادي. وأوضحت الوزيرة في حديث لواج بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمعاقين, أن هذا المنشور الوزاري المشترك يرمي إلى "توسيع التربية المدمجة بالأقسام المدرسية العادية الى أكبر عدد من الأطفال المصابين ببعض الاعاقات الخفيفة أوالاعاقات البصرية والسمعية". وأشارت الى ان التربية المدمجة لفائدة الاطفال المعاقين "نوعان" وتتمثل في الادماج الكلي للمصابين بالاعاقات الخفيفة في أقسام التربوية العادية إلى جانب المتمدرسين بالمؤسسات التربوية وكذا في الادماج الجزئي الذي يقتضي فتح أقسام داخل المؤسسة التربوية تخصص للأطفال المعاقين الذين يمكنهم مزاولة تعليمهم بصفة عادية ولكنهم يحتاجون إلى مرافقة. وأضافت مسلم أن وزارة التضامن الوطني تسهر في هذا الاطار على توفير كل الوسائل البيداغوجية اللازمة للاعاقة من بينها كتاب البراي الى جانب المرافق للطفل المعاق بالمحيط المدرسي العادي كالمعلم المختص أو النفساني وذلك حسب خصوصيات كل إعاقة لمساعدته على الاستيعاب. وفي نفس السياق, أشارت الى عدد الأقسام المفتوحة حاليا لفائدة الأطفال المعاقين في الوسط المدرسي العادي بلغ 282 قسم مدمج مع الدخول المدرسي لسنة 2014 موزعين عبر 36 ولاية. وفي هذا الصدد, أضافت أن عدد الاطفال المعاقين المدمجين في الوسط المدرسي العادي قدر الى حد الآن ب 2.418 طفل من مختلف الاعاقات (إعاقة سمعية وإعاقة بصرية وإعاقة ذهنية خفيفة). وقالت أن وزارة التضامن الوطني جندت لهذا المسعى 790 مستخدم بأقسام الوسط المدرسي العادي لفائدة الأطفال المعاقين كمعلم التعليم المتخصص وأخصائي أرطفوني وأخصائي نفساني وأخصائي تربوي ومربي متخصص. أما بخصوص المؤسسات المتخصصة التابعة لقطاع التضامن الوطني التى تعنى بفئة الاطفال المعاقين ذهنيا وحركيا و بصريا و الصم البكم وكذا الذين يعانون من نقص في التنفس فقد بلغ عددها 215 مؤسسة متخصصة خلال السنة الدراسية 2014-2015 --حسب السيدة مسلم. وقد خصصت الوزارة ميزانية تسيير لهذه المؤسسات المتخصصة-- كما قالت--قدرت بحوالي 14 مليار دينار بعنوان 2014 وجندت 13.373 مستخدم من بينهم 5.317 مؤطر بيداغوجي للتكفل ب19.881 طفل ومراهق معاق. وقالت أن ضمان التكفل بالاطفال المعاقين منذ بلوغهم ثلاث سنوات من عمرهم الى غاية نهاية مسارهم التربوي يتم بالمؤسسات المتخصصة التابعة للقطاع باستعمال وسائل تقنية خاصة بكل إعاقة. ومن هذا المنظور --تقول الوزيرة-- تتكفل الدولة بالأعباء المتعلقة بالتعليم والتكوين والاقامة والنقل وكذا الاجهزة الضرورية في عمليات التكفل بهذه المؤسسات المتخصصة. وأكدت أن هذه المؤسسات ستدعم بتجهيزات إلكترونية سمعية لفائدة الاطفال المكفوفين باستعمال الاعلام الآلي وتوفير أجهزة متطورة تستعمل عن طريق البراي لفائدة الصم البكم. كما أعلنت عن مشروع توفير مطبعة كبيرة لطبع كتب مدرسية بالبراي في جميع المواد المقررة لفائدة المكفوفين. وأشارت مسلم الى مجالات التعاون بين وزارة التضامن الوطني و وزارة الشؤون الدينية والأوقاف للشروع في عمليات تحسيسية وتوعوية بالمساجد تحث على الاعاقة واجراءات المساعدة التى تقدمها الدولة لفائدة الأبناء المعاقين وتحث الاولياء على ضرورة التصريح بالابناء المصابين بالاعاقة مهما كانت درجتها بغية التكفل بها. وعلى صعيد آخر, أشارت إلى أن برنامج قطاع التضامن الوطني يوفر مجانية النقل الحضري وتخفيض بنسبة 50 بالمائة أسعار النقل بالسكك الحديدة و النقل البري و الجوي الداخلي. وفي هذا الصدد أضافت أنه تم تخصيص 230 مليون دج لخدمات النقل لسنة 2014 و انه تم ابرام 53 اتفاقية مع مؤسسات النقل عمومية لهذا الغرض حيث بلغ عدد المستفيدين من خدمات النقل 324.599 شخص معاق بالنسبة للسداسي الاول من سنة 2014 . ومن هذا المنظور أكدت السيدة مسلم أن السياسة الوطنية للتضامن الوطني تهدف الى محاربة الاقصاء والتهميش والسهر على مرافقة وادماج الفئات الهشة من المجتمع لا سيما ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف المجالات بما فيها التعليم والتشغيل والتكوين.