قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم الجمعة أنها تأسف للمعلومات الاستخباراتية الخاطئة التي استندت اليها الولاياتالمتحدة لشن الحرب على العراق، ولكنها غير نادمة على الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين * ورأت رايس في مقابلة مع محطة "بي بي إس" أنه سيكون هناك على الدوام انتقادات للسياسة الأميركية، وانه "أياً كان من في الإدارة علينا القيام بأمور صعبة لن تروق للبعض أحياناً".وسئلت عن الغضب الذي ووجه به الرئيس الأميركي جورج بوش في العراقورشقه بالحذاء، فأجابت "ان ما دافع عنه الرئيس وما يهم في زيارته إلى العراق هو وقوفه إلى جانب رئيس للوزراء منتخب ديمقراطياً أمام صحافيين قادرين على التعبير عن آرائهم وعن غضبهم بحرية، وهذا بعيد كل البعد عن الجو الذي ساد إبان حكم صدام حسين. وإذا دافعت الولاياتالمتحدة عن مبادئها، فإن ذلك قد لا يكون شعبياً لكنه سينال الاحترام". وعن رأيها في مبررات الحرب على العراق قالت رايس "آسف بالطبع للتقارير الاستخباراتية الخاطئة، ولكنني لست نادمة على تحرير العراق من صدام حسين. فمع أسلحة دمار شمال أو بدونها كان صدام شخصية عدائية في المنطقة غزا جيرانه واستخدم أسلحة دمار شامل". * وأضافت "كان العراق أصعب بكثير مما تصورت. ولا يمكن لأحد أن يعيد الناس الذين خسرناهم هناك. ولكنني أؤمن بأن البلاد التي نتجت عن ذلك هي الدولة التي ستجعل الشرق الأوسط في نهاية المطاف منطقة أكثر امناً وحرية وازدهاراً. وهذا أمر جيد بالنسبة إلى أميركا".ولفتت الى أن أجهزة الاستخبارات "خضعت للكثير من الإصلاحات بإشراف (بوش). ولكن هذا ينبئنا بأن حتى أفضلأجهزة الاستخبارات قد تتعرض للشك، وفي هذه الحالة أيضاً علينا وضع سياسات شائكة". * ودافعت رايس عن خطأ أجهزة الاستخبارات الأميركية بالقول أنه "عندما ننظر الى الرئيس العراقي، ذاك الطاغية الذي رفض الإمتثال الى قرارات مجلس الامن الدولي قراراً بعد قرار، واستخدم أسلحة الدمار الشامل لمحاربة الدول المجاورة، يتبين لنا أن الأمر لم يكن مختلقاً تماماً. ولذلك أعتقد أن النظام الذي أنشأناه لتقويم المعلومات الاستخباراتية وللحصول عليها من مجتمع مقفل جداً، حيث كان العراقيون يخفون المعلومات عن المجتمع الدولي كان فاشلاً. وأعتقد أن المحللين بذلوا أفضل ما لديهم في ظل الظروف تلك".وسئلت عن طريقة تعامل الولاياتالمتحدة مع الدول الأفريقية والشرق الأوسط فأجابت أن "الشرق الأوسط سيقرأ على المدى البعيد على أنه أحد الأماكن التي احدث فيها (بوش) فرقاً. فعلى رغم اننا لم ننجح في إقامة الدولة الفلسطينية التي يترقبها الجميع، فإن الفلسطينيين والإسرائيليين يتفاوضون للمرة الأولى منذ نحو عقد. ولم يعودوا يستهدفون بعضهم بالأعمال الانتحارية كما كانت الحالعندما وصلنا الى السلطة عام 2001، عندما كانت الانتفاضة تستهدف الضفة الغربية وتل أبيب وإسرائيل تشن عمليات عسكرية واسعة النطاق ذهب ضحيتها فلسطينيون أبرياء".وقالت ان الإدارة الأميركية الحالية تغادر السلطة "فيما الشرق الأوسط بحالة أفضلومسار السلام فيه سيؤدي الى قيام دولة فلسطينية. وعلى رغم أن الأمور ليست واضحة كما هي في إفريقيا اليوم، فإن الشرق الأوسط بات منطقة تتطلب وقتاً في كتابتها للتاريخ".وشددت رايس على أن الشرق الأوسط "لم يكن ليتغير بوجود صدام حسين في صلبه"، مشيرة الى ان بوش اعتمد دبلوماسية متعددة الأطراف مع الروس واليابانيين والكوريين الجنوبيين والصينيين في تعامله معالملف النووي لكوريا الشمالية، ومع الأوروبيين في الملف النووي الإيراني.وعن رأيها في خليفتها هيلاري كلينتون أجابت "أعتقد انها رائعة. تعرفت اليها للمرة الأولى عندما جاءت ومعها ابنتها الى جامعة ستانفورد حيث كنت أعطي دروساً. لذلك نحن نعرف بعضنا منذ وقت طويل. انها امرأة تؤمن بهذه البلاد وستدافع عن قيمها ومصالحها وستقوم بعمل جيد جداً. وأعتقد أن من المميز جداً أن ان تكون ثلاث سيدات حللن في منصب وزير الخارجية على التوالي". *