تعاني معظم المؤسسات الوطنية والأخرى المستثمرة بالجزائر المختصة في إنتاج مواد التنظيف ومواد الصيانة، من أزمة خانقة، نتيجة عجزها عن استيراد المواد الأولية، بسبب * * ارتفاع أسعارها في السوق الدولية بنسب تتراوح من 50 إلى 90 بالمائة، بعد تأثرها مباشرة من تداعيات الأزمة المالية العالمية، حيثتشير مصادر مقربة من شركة تسيير المساهمات إلى أنهذا الارتفاع الجنوني في الأسعار أثّر سلبا على مخازن المؤسسات المنتجةالتي هي على وشك النفاد * * كشف، كمال نوي، مساعد مدير التسويق لدى المؤسسة الوطنية للمنظفات ومواد الصيانة، أن الارتفاع غير المسبوق في أسعار الموادالأولية الخاصة بمواد التنظيف خاصة لدى أكبر الدولالمصدرة للجزائر أمثال إسبانيا، بلجيكا، ألمانيا وفرنسا، ما جعل مصالحالمؤسسة تعاني عجزا ماليا رهيبا حال دون التمكن من اقتنائها لتجد نفسها مضطرة على تخفيض حجم الإنتاج ب70 بالمائة،والغلقالمؤقت للوحدة المركزية للمؤسسة المتمثلة في مركب سور الغزلان لإنتاج المنظفات، على غرار الوحدات الغربية أبرزها وحدة سعيدة،مشيرا في هذا الشأن إلى أن استمرار الوضعية علىحالها والتي ألزمت مصالح المؤسسة على تخفيض حجم الإنتاج أدى بدوره إلىتسجيل نقص حاد في معظم المنتجات على مستوى مخازنها، مضيفا في اتصال مع "النهار" أن العجز المالي الذيآلت إليه المؤسسة أثرمباشرة على الجانب البشري، حيث أصبح عمال "أناد" يعانون تأخرا مبالغ فيه في استلام أجورهم، كما سيؤدي إلى تسريحهم في القريبالعاجل، كون خزينة المؤسسة تعانيفي الوقت الراهن من ضائقة مالية، تستلزم التدخل العاجل للحكومة لإنقاذها من زوال أكيد، وهيالضائقة نفسها التي مرت بها "أناد" أدت بها إلى بيع أكبر الوحدات التي تعتمد علها والمتمثلة فيكل من وحدة الرغاية، عين تموشنتوكذا وحدة شلغوم العيد * هذا، وكشفت شركة تسيير المساهمات المختصة في المجال، أنه حتى المؤسسات الأخرى الأجنبية المستثمرة بالجزائر في مجال مواد التنظيف ومواد الصيانة قد خفضت حجم إنتاجها بسبب ارتفاع أسعارها في السوق الدولية، وهو إجراء سيؤثّر على السوق الوطنية بتسجيل ندرة في المواد الأكثر تسويقا