قال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إن فرنسا لم ترتكب أية جرائم إبادة في حق الجزائريين يجب أن تعتذر لأجلها، بحجة أن الاستعمار الفرنسي لم ينفذ جرائم حرب أو إبادة جماعية طيلة الفترة التي قضاها في الجزائر، مؤكدا أن الجيش الفرنسي لم يقتّل الجزائريين وإنما كان يحارب ضد الذين حملوا السلاح في وجه الاستعمار. وأكد هولاند، ردا على أحد الأسئلة التي وجهتها إليه طالبة فرنسية من أصول جزائرية، حول الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي خلال تواجده في الجزائر، وإن كانت فرنسا ستقوم بالاعتراف بها، أن الجيش الفرنسي لم يقم بأية جرائم وأن الحرب التي جرت في الجزائر لم تكن حرب إبادة جماعية، مشيرا إلى أن الجيش الفرنسي لم يقتل آنذاك كافة الشعب الجزائري، حيث نقلت الحصة الساخرة le petit journal التي بثت على قناة «كنال بلوس» الفرنسية، سهرة أول أمس، تقريرا حول كواليس إحدى الحصص التلفزيونية التي بثّت لقاء مع الرئيس الفرنسي، وطلبة من الثانويات الباريسية، والتي دار خلالها نقاش تواصل في الكواليس بعد نهاية الحصة، وحضرتها كاميرا الحصة الساخرة لنفس القناة، ودار حديث مطول بين الرئيس، هولاند، والطلبة الذين كان ضمنهم ثلاثة من أصول جزائرية، فبادرته «نادية» بالسؤال «لماذا لا تعترف فرنسا بإبادة الجزائريين؟»، فقال هولاند «لا في الجزائر لم تكن حرب إبادة بل أجرينا حربا» وهنا قاطعته «نادية» «لا بل حرب إبادة، فقتلتم الجزائريين وعذّبتموهم»، ليرد هولاند، مرّة أخرى «لا لم تكن هناك إبادة في الجزائر بل حرب واعترفنا بها، الإبادة تكون عندما يكون هناك نية لقتل كل السكان»، لتردّ «نادية» مرّة أخرى «هذا ما شرعتم فيه»، وواصل الرئيس هولاند قائلا «لا كانت هناك فعلا حرب جد مؤلمة وفعلا لا يزال يتم العثور على مقابر جماعية وأكرّر الإبادة هي لما نريد قتل الجميع». وهنا يتدخّل طالب آخر اسمه «يانيس» من أصول جزائرية «لكن الجزائريين في تلك الفترة مثلا كانوا ممنوعين من الدراسة»، فيرد هولاند «بالفعل وهذا يسمى استعمار والكثير من الجزائريين لم يكونوا يذهبون بالفعل إلى المدرسة، لكن هذا لم يمنعهم من الثورة بعدها وانتزاع استقلالهم والدخول في عملية بناء الدولة والتعددية، وبناء التعددية في الجزائر لم يكن سهلا». وعلى ضوء هذه الكلمات انتهى النقاش بين الرئيس الفرنسي وتلاميذ الثانوية الباريسية في كواليس حصة تلفزيونية، في الوقت الذي أوفدت فيه السلطات الفرنسية كاتب الدولة مارك تودتشيني، للمشاركة في احتفالات إحياء مجازر 8 ماي أسابيع قبل تاريخها. إيمان علي إسماعيل