اندلعت مواجهات عنيفة ببلدية الڤرارة التي تبعد بحوالي 110 كلم عن عاصمة الولاية غرداية بين عروش أولاد سيدي السايح وعروش المرابطين وعرش النوايل وعروش أخرى كلها مالكية، مع عرش الإباضية، استعمل فيها الطرفان كل ما توفر لديهم من أسلحة نارية تقليدية، أهمها بنادق تقليدية تسمى بالرش وبنادق صيد معدلة، مما تسبب في سقوط قتلى من الطرفين، ليصل عدد القتلى في ساعات الصباح الأولى إلى 18 قتيلا بين مالكيين وإباضيين، بالإضافة إلى مئات الجرحى امتلات بهم قاعة استعجالات مستشفى الڤرارة في ساعات الصباح الأولى، بعضهم في حالة حرجة.لم تتمكن مصالح الأمن من السيطرة على الوضع نتيجة اندلاع الاشتباكات في عدد من الأحياء دفعة واحدة، بالإضافة إلى ضعف العتاد المستعمل الذي يراعي المقاييس العالمية وحقوق الإنسان، حيث يستعمل الشرطي درعا وعصا و قاذفة كريموجان وقاذفة رصاص مطاطي، مقابل أسلحة تقليدية يستعملها الملثمون منها بنادق البارود وقاذفات قطع الحديد والمولوتوف وسيوف وسواطير، وهو ما جعل تفوق القوة المشاغبة على قوة مصالح الأمن أمرا ظاهر للعيان. وقد تسببت الاشتباكات في حرق العديد من المنازل وهلع كبير في صفوف العائلات، وتحولت مدينة الڤرارة إلى ما يشبه ساحة حرب حقيقية. وسقط في منطقة سيدي أعباز بغرداية ضحية آخر، إثر إصابته بجرح بليغ إثر اعتداء عشرات الملثمين من حي مليكة ضد الأحياء السكنية التي تقع أسفل الجبل، ما تسبب في وفاته داخل مصلحة الإنعاش بمستشفى ترشين إبراهيم بسيدي أعباز، في حين تمكنت مصالح الأمن من اقتحام غابة أزويل التي كان يستعملها عشرات الملثمين من قصر بنورة في الهجوم على سكان سيدي أعباز، وبلغ عدد القتلى خلال اليومين الماضيين 22 قتيلا بعد احتساب ثلاثة قتلى سقطوا أمس الأول في بريان والڤرارة. وأكدت التحقيقات الأولية أن إشعال نار الفتنة قامت به أطراف تنتمي إلى ما يعرف بالحركة من أجل الحكم الذاتي لميزاب التي قامت بنشر مناضليها في العديد من الأحياء، وقاموا بإشعال الشرارات مباشرة بعد إعلان وزير الداخلية نور الدين بدوي عن مبادرته لحل أزمة غرداية، وذلك من أجل عدم ترك الوقت للأعيان لإقامة الصلح وإحراج السلطات، إلى جانب سعي هذه الأطراف إلى بث الفوضى لأنها الوسط الذي يمكّنها من الوصول إلى أهدافها.
موضوع : 22 قتيلا ومئات الجرحى في مجزرة بغرداية 1.00 من 5.00 | 1 تقييم من المستخدمين و 1 من أراء الزوار 1.00