كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن قيام أبوظبي سرا بإرسال مئات المرتزقة الكولومبيين للقتال في اليمن بدلا من قواتها، وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم، إن هذه أول عملية نشر لهذا الجيش الأجنبي من المرتزقة، والذي قامت الإمارات ببنائه في الصحراء على مدى السنوات الخمس الماضية، وفقا لأشخاص شاركوا سابقا في هذا المشروع، وأضافت أن ذلك البرنامج تولت إدارته من قبل شركة خاصة مرتبطة بإيريك برينس، مؤسس شركة بلاك ووتر العالمية، لكن الأشخاص الذين شاركوا في هذا المشروع قالوا إن دورهم انتهى منذ عدة سنوات، وأن الجيش الإماراتي يديره منذ ذلك الحين. ورأت الصحيفة أن وصول 450 جنديا من أمريكا اللاتينية –من بينهم أيضا جنود من بنما والسلفادور وتشيلي– يساهم في زيادة الفوضى في اليمن التي يوجد بها جيوش حكومية وقبائل مسلحة وشبكات إرهابية وميليشيات يمنية. ونقلت الصحيفة عن "شون مكفيت"، زميل بارز في مجلس الأطلسي، قوله: "المرتزقة خيار جذاب للدول الغنية التي ترغب في شن حرب لا يرغب مواطنوها في خوضها". وأوضح أن "الصناعة العسكرية الخاصة هي عالمية الآن"، مضيفا أن الولاياتالمتحدة هي أساس "شرعية" هذه الصناعة باعتمادها الكبير على المتعاقدين في العراق وأفغانستان على مدى أكثر من عقد من الحرب. "والمرتزقة أمريكا اللاتينية هي علامة على ما سيأتي"، كما قال. وقالت الصحيفة إن القوات الكولومبية الموجودة الآن في اليمن اختيرت من لواء مكون من نحو 1800 جندي أمريكي لاتيني يتدربون في قاعدة عسكرية إماراتية، وقد أوقظوا في منتصف الليل لنشرهم في اليمن الشهر الماضي، مشيرة إلى أن من تركوا في القاعدة يتم تدريبهم على استخدام قاذفات القنابل والمدرعات. وأوضحت الصحيفة أن مسئولين إماراتيين حرصوا على تجنيد قوات كولومبية، بشكل خاص، لأنهم يعتبرون الكولومبيين أصحاب خبرة أكبر في حرب العصابات. وبالإضافة إلى ذلك، ذكر تقرير للأمم المتحدة مؤخرا أن نحو 400 جندي إريتري ربما تم دمجهم مع الجنود الإماراتيين في اليمن، مما يعتبر انتهاك لقرار الأممالمتحدة بتقييد الأنشطة العسكرية الإريترية. وأشارت الصحيفة إلى أن وجود مرتزقة من أمريكا اللاتينية هو سر رسمي في أبوظبي، وأن حكومتها لم تصرح علنا بنشرهم في اليمن، وقالت إن يوسف العتيبة السفير الإماراتي في واشنطن رفض التعليق على هذا الأمر.