عقد وزراء خارجية دول جوار ليبيا اجتماعهم السابع بالجزائر اليوم 2015، برئاسة عبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.وشارك في هذا الاجتماع سامح شكري وزير خارجية مصر، موسى فقي محامد وزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي لتشاد، كان يعايشتو بولما وزيرة شؤون خارجية النيجر والتعاون والاندماج الافريقي والنيجريين بالخارج، محمد دايري وزير خارجية ليبيا، تهامي عبدولي كاتب الدولة مكلف بالشؤون العربية والإفريقية لتونس، كمال اسماعيل سعيد وزير دولة بوزارة الشؤون الخارجية للسودان، وبحضور ممثلي جامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي. و رحب الوزراء بمشاركة الممثل الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثة الدعم للأمم المتحدة في ليبيا، مارتين كوبلير وعبروا له عن دعمهم التام لمهمته في التوصل الى حل سياسي وسلمي للازمة في ليبيا كما اشادوا بالجهود التي بذلها سلفه برناردينو ليون والتي شكلت مساهمة جوهرية في اعداد الاتفاق السياسي كحل بناء وايجابي.بحث الوزراء الوضع بالغ الخطورة الذي يعيشه الشعب الليبي الشقيق جراء الأزمة السياسية والأمنية وتداعياتها المتعددة وخاصة تردي أوضاع المواطنين الليبيين وتدمير القدرات الوطنية لهذا البلد. وبهذا الصدد عبر الوزراء عن انشغالهم العميق إزاء استمرار المواجهات ودعوا إلى إنهائها. كما أعربوا عن قلقهم البالغ أمام تنامي النشاط الإرهابي في ليبيا سيما "داعش" و"القاعدة "و"أنصار الشريعة" ودعوا إلى تكثيف وتنسيق الجهود للتصدي لهذه الظاهرة. وأكد الوزراء قناعتهم بقدرة الليبيين في تجاوز خلافاتهم وتقديم المصلحة العليا للشعب الليبي فوق كل اعتبار. وجددوا تأكيدهم على ان الحل السياسي على النحو الذي اقترحته الاممالمتحدة يمثل قاعدة تضمن تسوية دائمة للازمة الليبية وتمكن من الحفاظ على سيادة البلد ووحدته وسلامة ترابه ولحمته الوطنية. كما شدد الوزراء على أن تشكيل حكومة وفاق وطني في ليبيا ، تتطلب مساعدة المجموعة الدولية ودعمها في مجابهة التحديات المتعددة على المستوى السياسي والامني والاقتصادي التي تواجهها ليبيا .كما جددوا مناشدة اطراف الحوار الليبي المصادقة على الاتفاق السياسي المقترح من طرف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة واغتنام فرصة هذا المنعطف لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الليبي الذي عبر بكل وضوح عن رغبته العميقة للعيش في كنف السلام. و أكد الوزراء عزم بلدانهم تقديم الدعم الكامل للسلطات الليبية فور تنصيب حكومة الوفاق الوطني ومرافقتها في جهودها لإعادة بناء ليبيا. كما دعوا المجموعة الدولية وبخاصة الاممالمتحدة عبر مجلس الأمن، مساندة كافة المؤسسات الليبية لتشجيع المرحلة الانتقالية.واعتبروا أن غياب حل للازمة يصب في مصلحة الإرهاب بمختلف شبكاته ذات الصلة بالجريمة المنظمة وكل أشكال التهريب العابر للحدود، سيما تلك المتعلقة بالمخدرات والأسلحة والمقاتلين الأجانب والهجرة غير الشرعية، والتي تشكل تهديدا لأمن واستقرار ليبيا ودول المنطقة . جدد الوزراء قناعتهم الراسخة بان تدهور الوضع في ليبيا يفسح المجال لتنامي الإرهاب وتجدره مما يفاقم حالة عدم الاستقرار في ليبيا، ويشكل تهديدا حقيقيا لدول الجوار. و أدان الوزراء بشدة العمليات الإرهابية التي شهدتها تونس وباماكو(مالي)،و بوابة مسلاتة (ليبيا) وباريس(فرنسا)، وعبروا عن تضامنهم مع هذه الدول وأكدوا بهذا الخصوص أن تسوية النزاعات والقضاء على بؤر التوتر يسهم بدوره في المعركة الشاملة التي تخوضها المجموعة الدولية ضد هذه الآفة.كما عبروا عن تضامنهم مع دول الساحل أمام العمليات الإرهابية التي تتعرض لها جراء عمليات "بوكوحرام" و"القاعدة "و"أنصار الدين". وجددوا دعمهم الكامل للمسار السياسي الذي تقوده الاممالمتحدة ويدعونها الى مواصلة جهودها لإتمامه حتى تسترجع ليبيا سلمها وامنها واستقرارها.و من جهة اخرى قدم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثة الدعم الأممية في ليبيا عرضا حول المسار السياسي االجاري لتسوية الأزمة في ليبيا. وعقب هذه المداخلة والنقاش حولها تم الاتفاق على مواصلة التشاور والتبادل بين الممثل الخاص ودول جوار ليبيا بحيث يتم اطلاعها بصفة منتظمة بكل مراحل ومستجدات المسار. وفي الختام، عبر الوزراء عن شكرهم وعرفانهم للجزائر الشقيقة لدورها الهام في تشجيع الإطراف على الحل السياسي للازمة في ليبيا وعلى كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.و كلف الوزراء عبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية بنقل خالص عبارات الامتنان والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة.