الدياراس لم يحقّقوا معي في الصفقة بل أرادوا أخذ معلومات حول شكيب وبجاوي فريد بجاوي أبرم عقد استشارة مع سايبام بقيمة 197 مليون أورو واصل، مساء أول أمس، قاضي محكمة الجنايات بالعاصمة، استجواب المتهمين في المجموعة الثانية المتعلقة بصفقة إنجاز مشروع أنبوب الغاز « جي كا 3»، ليتواصل معها إسقاط أسماء عدة شخصيات نافذة بالدولة في ملف أكبر قضية فساد مالي واقتصادي «سوناطراك»، بعدما صرح رضا محمد مزيان أن مصالح «الدياراس» لم تحقق معه فيما يخص صفقة «جي كا 3» سوى لدقائق.لأنها كانت تريد جمع معلومات حول المرحومة «أمال زرهوني» و«فريد بجاوي» ووزير الطاقة الأسبق «شكيب خليل» ورئيس ديوانه «محمد رضا هامش»، هذا الأخير المتابع في ملف سوناطراك 2 الذي تمسك سابقا محمد مزيان إحضاره باعتباره حلقة الربط الرئيسية بين شكيب خليل ومسؤولي القطاع لحوالي عقد من الزمن، كما قال أن أبناء المسؤولين شخصيات نافذة في الدولة يمكنون أبناءهم من عقد عدة صفقات مع شركات أجنبية كانت لها علاقة مع مجمّع سوناطراك، ضاربا مثلا بالرئيس المدير العام السابق لمجمّع سوناطراك، عبد الحميد زرڤين، الذي كان ابناه يعملان كمستشارين لدى شركة شلومبارجي التي تملك عقودا مع سوناطراك. القاضي: ما علاقتك بشركة «سايبام» الإيطالية؟ المتهم: تعرفت على شركة سايبام سنة 2006، عن طريق أمال زرهوني صاحبة مكتب استشارات بحيدرة، حيث اتصلت بي ودعتني لزيارتها، وهناك عرفتني على «تيليو أورسي» الرئيس المدير العام السابق للشركة الإيطالية سايبام، أين طرحت علي التوسط بسبب تخبط سايبام في مشكل دفع مستحقات مالية بقيمة حوالي 28 مليون أورو لصالح مجمّع سوناطراك بخصوص تأخر الشركة في إنجاز مشروع المسمى «ROD». القاضي: هل كان يعلم المدير السابق لسايبام أنك ابن المدير الرئيس العام لمجمّع سوناطراك؟ المتهم: أظن ذلك، والمرحومة أمال زرهوني صاحبة شركة استشارة هي من أخطرته. القاضي: وبعدها كيف أصبحت علاقتك بالمدير السابق لسايبام الإيطالي؟ المتهم: بعد طرح مشكل دفع مستحقات سايبام سنة 2006، وجّهت دعوة لأمال زرهوني لحضور زفافي بتونس، أين حضرت رفقة تيليو أورسي رغم أنني لم أوجه له الدعوة. القاضي: من عرض عليك العمل كمستشار في الشركة الإيطالية سايبام؟ المتهم: في سبتمبر 2006، الشركة الإيطالية طلبت خدماتي فيما يخص الاستشارة، وبدأت العمل رسميا في أكتوبر 2006، مقابل راتب شهري يقدر ب140 ألف دج وأمضيت العقد لمدة 3 سنوات، لم يتم تجديده بعد تفجير قضية سوناطراك. القاضي ينادي على المتهم زناسني ويسأله متى تم إبرام عقد سايبام وسوناطراك؟ زناسني: بتاريخ 3 جوان 2006. القاضي يسأل رضا: وأنت متى أبرمت العقد مع الشركة الإيطالية وهل كنت مستشارا في سايبام حين إبرام العقد؟ المتهم رضا مزيان: أبرمت العقد في أكتوبر 2009 بخصوص خدماتي كمستشار لدى الشركة الإيطالية. القاضي: مدير عام الشركة الإيطالية الذي خلف تيليو أورسي لم يجد أي أثر أو ما يثبت أنك كنت مستشارا لدى سايبام؟ المتهم: أنا كنت مستشارا حرا وكنت أقدم خدمات الاستشارة من مكتبي الخاص في الجزائر أوبفرنسا أين أعيش، ولا أعلم إن كان المدير العام السابق لسايبام «تيليو أورسي» قام بإخفاء أو حرق عقد استشارتي مع سايبام، وأنا أمضيت عقد الاستشارة مع سايبام بمبلغ 140 ألف دج، في حين كان فريد بجاوي يتلقى مقابل خدمات الاستشارة 197 مليون أورو سنويا. القاضي: لماذا منحت لك الشركة الإيطالية سنة 2009 مبلغ 400 مليون سنتيم لشراء سيارة فخمة لزوجتك من طراز أودي «كيو5»؟ المتهم: تحصلت على قرض من شركة سايبام وأنا من طلبت ذلك. القاضي: وهل من المعقول الحصول على قرض من سايبام من دون أي وثيقة، هي شركة وليست بنكا؟ المتهم: طلبت من المدير آنذاك «تيليو أورسي» شخصيا إقراضي المبلغ. القاضي: وهل أرجعت المبلغ؟ المتهم : إنني في السجن والسيارة محجوزة، أنا أتحمل مسؤولية إقراضي مبلغ 400 مليون سنتيم من سايبام. القاضي: لماذا لم تخبر والدك بكل المعاملات التي قمت بها؟ المتهم :سبق وشرحت لك، علاقتي بوالدي سطحية ووالدي كان يرفض عملنا مع الشركات التي لها علاقة بمجمّع سوناطراك وكل الشركات، سواء العمومية أو الخاصة التي تتعامل مع سوناطراك، لأنها ركيزة الاقتصاد الجزائري. لا أفهم لماذا تمت متابعة أبناء محمد مزيان من دون غيره، وهنا دعني سيدي أقدم لك أمثلة حية. القاضي: تفضل. المتهم: لماذا لم يتم متابعة أبناء عدة شخصيات نافذة في الدولة على غرار ابني عبد الحميد زرڤين اللذين يشغلان منصب مستشارين بشركة شلومبارجي التي تملك هي الأخرى عقودا مع مجمّع سوناطراك وكانوا يتقاضون مقابل ذلك ضعف أجرتي. القاضي: كم كان سنك عندما عملت مستشارا لدى سايبام؟ المتهم: 34 سنة. القاضي: في إطار خدمات الاستشارة التي تقدمها لسايبام، هل طلبت منك أسماء الشركات التي تعمل بالمناولة؟ المتهم :نعم واقترحت «GTP» وأخرى، وهما تابعتان لسوناطراك، وأود إضافة كلمة سيدي القاضي. القاضي :تفضل. المتهم :«ناس اللي دارو معايا التحقيقات سنة 2007» يقصد «الدياراس»، لم يسألوني عن علاقتي بسايبام ومدة الاستجواب لم تدم سوى دقائق، بل أرادوا جمع معلومات أخرى تتعلق بعلاقة أمال زرهوني مع الوزير شكيب خليل وعلاقاتهما مع محمد رضا هامش، المسؤول السابق بوزارة الطاقة والمناجم ومجموعة سوناطراك ورئيس الديوان، محمد مزيان، المتابع في سوناطراك 2، ورغم علمي بالكثير من الحقائق، إلا أنني لم أجب على أسئلتم لأنها لا تخصني. ممثل النيابة: كم كلفة حفل زفافك الذي أقمته بتونس ومن دفعها؟ المتهم: أقمت حفل الزفاف بتاريخ 31 أوت 2006، اخترت تونس لأن معظم أهلي وأصدقائي كانوا هناك. النيابة العامة: نريد أن نعرف من تكفل بمصاريف الحفل؟ المتهم: أنا وصديقي وهو من جنسية تونسية، أنا دفعت 800 أورو أجرة قاعة الزفاف والباقي تكفل به صديقي. النيابة: ألم يتكفل تيليو أورسي بالمصاريف؟ المتهم: لا النيابة: هل حضر الحفل؟ المتهم: نعم لكني لم أدعه لقد حضر برفقة آمال زرهوني. النيابة: هل حضر والدك وآل إسماعيل ومغاوي الإبن والأب؟ المتهم: بالتأكيد حضر والدي إلى جانب مغاوي يزيد وآل إسماعيل فقط.