التحريات في القضية الأولى أغلقت بعدما أسندت التهمة لجماعة إرهابية مجهولة ...والجريمة الثانية تكشف الجاني المتهم تم فصله عن منصبه بعد ورود اسمه خلال التحقيق في قضية اختلاس أحد البنوك استمع قاضي التحقيق بالغرفة الثانية على مستوى محكمة بئر مراد رايس في العاصمة، الأربعاء الماضي، لشرطي مفصول من سلك الأمن في أواخر العقد الثالث من العمر يدعى «ل»، على خلفية تورطه في جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 19 سنة، ينحدر من منطقة تيقصراين في بئر خادم، باستعمال مسدس تبيّن أنه يعود لشرطي يدعى «ز.م» تم اغتياله، منذ 17 سنة، وغلق الملف على أساس قضية إرهابية، غير أن هذه الجريمة عرّت عن حقيقة قتل هذا الأخير، ليتم إحياء القضية وفتحها من جديد بسبب العثور على مسدسه بحوزة الجاني، لتوجه له أصابع الاتهام في جريمتي القتل.وكشفت التحريات المعمقة التي فتحتها فرقة البحث والتحري «البياري»، حسب المعلومات التي تحصلت عليها «النهار»، أن الجاني نفّذ جريمته باستعمال سلاح ناري من نوع مسدس بعدما قام باستدراج المجني عليه إلى مرآب، أين قام بإطلاق الرصاص عليه بحجة أنه يتناول المشروبات الكحولية بالقرب من منزله الكائن بحي «مونو» في تيقصراين على مستوى منطقة بئر خادم، ليتركه سابحا في بركة من الدماء وينتقل إلى منزل عائلة المجني عليه ويخبرهم بأنه ساعدهم في التخلص من ابنهم، ليتم إبلاغ مصالح الأمن التي سارعت في توقيفه.وبمواصلة التحريات، ثبت ضلوع الشرطي المفصول في جريمة قتل أخرى منذ 17 سنة، وبالتحديد تعود إلى سنة 1999، راح ضحيتها شرطى يدعى «ز.م» من مواليد 1971، الذي كان يعمل على مستوى أمن بوزريعة، بعدما جرده من مسدسه وأطلق عليه عيارات نارية أردته قتيلا بالقرب من القاعة البيضاوية المحاذية لملعب 5 جويلية في بن عكنون لأسباب لا تزال مجهولة، ليتم غلق الملف على أساس أن جماعة إرهابية مجهولة قامت بقتله خاصة بسبب الاختفاء الغامض لمسدسه، وهو ذات السلاح الناري الذي استعمله ذلك الأول في جريمته الحالية.وبعد سماع المتهم عبر جميع مراحل التحقيق، سواء الابتدائي على مستوى مركز الأمن أو على مستوى المحكمة، في محاضر رسمية اعترف بالجرم الذي اقترفه بكل برودة أعصاب وأكد أنه أقدم على فعلته كونه يكره الدخول في مناوشات كلامية والإكثار من الحديث، وعن سبب فصله من سلك الأمن، تبين أنه ورد اسمه في قضية اختلاس لأحد البنوك أثناء التحقيق في القضية على مستوى محكمة الحال، ومن المرتقب أن يعرض الجاني، خلال الأيام القليلة القادمة، على خبير محلّف في الأمراض العقلية للتأكد من قدراته العقلية وعن ما إذا كان يعاني من مرض نفسي أو عقلي، خاصة وأنه معروف بعصبيته الزائدة حسب مصادرنا، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الخبرة من مستجدات في القضية، إلى ذلك الحين، تم وضع المتهم رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية في الحراش على ذمة التحقيق.