»الجيا كانت ستحرق عائلتي أحياء والجيش منع ذلك» ^ « أمير كتيبة الأنصار ورّطني لأنني قتلت إرهابيين بدل الجيش» صرّح عون دفاع ذاتي أثناء مثوله أمام محكمة جنايات العاصمة، أنَه كان ضمن أول فوج دفاع ذاتي حارب تنظيم «الجيا» في أخطر معاقلها بمنطقة الزبربر، وأنه تعامل مباشرة مع عدة جنرالات بالجيش على رأسهم الجنرال «إسماعيل العماري» الذي زودهم ب3 آلاف قطعة سلاح من نوع «سيمينوف» لمواجهة الإرهابيين سنوات التسعينات. المتهم وجهت له جناية إنشاء وتنظيم جماعة إرهابية مسلحة والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وواجه القاضي بصدور عدة أحكام غيابية بالسجن المؤبد في حقه من عدة مجالس قضائية لنشاطه ضمن المقاومين مع جماعة «بوعلام المخفي» المنسق الوطني لأعوان الدفاع الذاتي للجماعات الإرهابية الناشطة بجبال الزبربر في ولاية البويرة قبل أن يلتحق بالجماعات الإرهابية وينسب إليه اغتيال 7 عسكريين بالبويرة في كمين نصبه لهم الإرهابيون في 16 جوان 2006. وكشف «الباتريوت» المدعو «ت.سعيد»، أَنه التحق بالجماعة الإرهابية المسلحة في شهر ماي سنة 2006، وهي الجماعة السلفية للدعوة والقتال ومكث رفقة الجماعة مدة 6 أشهر في منطقة الأخضرية والبويرة وكان يحوز سلاحا، وأكد أن التحاقه بالجماعة الإرهابية ليس بهدف الجهاد وإنما للاتصال بشقيقه الأصغر «محمد» الذي التحق بالجماعات الإرهابية لإقناعه بضرورة تسليم نفسه للسلطات الأمنية، وكان أخوه رفقة المدعو «ح.مقداد» وهو إرهابي تائب التحق معه بالجماعات الإرهابية بعد أن ضرب لهم «أبو تراب» موعدا بدشرة اعمارن بشعبة العامر وقت المغرب فوجدوه رفقة إرهابيين آخرين يحملون رشاشات «كلاشنيكوف»، أين رافقوهم إلى مركزهم باقنى يسكر بجبال الأخضرية، وهناك وجدوا حوالي 24 إرهابيا، وفي اليوم الموالي قام أمير سرية الشام التابعة لكتيبة الفاروق بتسليحهم ببندقية ذات مضخة وكلف الإرهابي «عبد الخالق» بتعليمهم كيفية استعمال السلاح، وبعد أربعة أيام وصل الأمير بخبر إجراء تمشيط بالمنطقة من طرف قوات الجيش الوطني الشعبي فقام بتقسيمهم إلى فوجين، الفوج الأول توجه إلى بني عمران وكان أمير السرية ضمن المجموعة الثانية، أما هو فتوجه إلى ذراع الميزان للالتحاق بالسرية التي يقودها الإرهابي «عبد الهادي». الإرهاب كان سيحرق أفراد عائلتي أحياء والجيش منع ذلك وعن كيفية التحاقه بالإرهاب، كشف المتهم أنها انطلقت بداية التسعينات حين منح قطعة أرض للجيش الشعبي الوطني لتشييد ثكنة عليها، ومنذ ذلك الحين حكمت عليه «الجيا» بالإعدام وهددته بالقتل وانتقل عدد من الإرهابيين إلى منزله وقاموا بتكبيل زوجته بغرض ذبحها وحرق أبنائه أحياء داخل البيت، إلا أن الجيش الوطني كان قد ترك رسالة لزوجته لتقديمها في حال تعرض الإرهابيين لها، مفادها في حالة المساس بهم فسينتقم الجيش من الإرهابيين بقتل زوجاتهم وأبنائهم، بشرط أن تطلب الطلاق منه وهو ما كان فعلا. وأضاف أن اعتداء الجماعات المسلحة على عائلته كان بعد الكمين الذي نصبه لأفرادها في منطقة بسيسة وأدى إلى القضاء على عدد من الإرهابيين، في حين تمكن من الفرار، إلا أن الجماعات الإرهابية تأكدوا أنه الفاعل فحاولوا الانتقام منه لأن عناصر الجيش كانوا يستعملون «الكلاشنيكوف» . الجنرالان «العماري» و«الشريف» أول من زوّدا أعوان الدفاع الذاتي بالسلاح وتخللت تصريحات «الباتريوت» الكشف عن العديد من الحقائق المثيرة، كونه عمل مخبرا وساعد عناصره في التوغل في منطقة الزبزر كونه ابن المنطقة ويعرف تضاريسها جيدا، وأنه بمجرد أن قام «بوعلام المخفي» وهو متقاعد من الجيش، بإنشاء أول فريق لأعوان الدفاع الذاتي التحق به وتعامل في تلك الفترة مع الجنرالين «الشريف» و«إسماعيل العماري»، هذا الأخير قام بتزويدهم ب3 آلاف قطعة سلاح من نوع «سيمينوف» وبنادق صيد لمواجهة الجماعات الإرهابية بالمنطقة، ليضيف أنه امتد نشاطه إلى غاية تيزي وزو وبومرداس، أين اشتبك مع الأمير الوطني للجيا «حسان حطاب» وجماعته قبل أن يستفيد من المصالحة الوطنية.وشدَد المتهم على أنه ليست لديه أي علاقة بالإرهابيين، وبعد حل أعوان الدفاع الذاتي عمله كعون أمن لحراسة أنبوب الغاز ل«سوناطراك» إلى غاية سنة 1998، أين تقاعد وانتقل إلى منطقة الدار البيضاء بالعاصمة قبل أن يستقر في خرايسية، أين تفاجأ بإلقاء القبض عليه عندما أراد استخراج وثائق إدارية. المحكمة تبرئ «الباتريوت» النائب العام خلال مرافعته، اعتبر أن الوقائع جد خطيرة، وذكر المتهم لمسؤولين سامين بالجيش وبالدولة هي محاولة للتهرب من المسؤولية الجزائية، موضحا أن متابعته جاءت بناء على تصريحات أمير كتيبة الأنصار «تواتي علي» بمشاركته في عدة عمليات إرهابية، ملتمسا إدانته ب12 سنة سجنا نافذا، إلا أن دفاعه أكد أنه لا توجد مواجهة بين موكله والإرهابيين، وبعد المداولات القانونية تمت تبرئته.