لاحقا وكانت ساحة المحكمة قد شهدت منذ الساعات الأولى من الصباح أجواء غير عادية في ظل توافد أهالي الموقوفين والفضوليين لمتابعة مستجدات القضية، دون أن تسجل أية ردة فعل أو تجاوزات بفعل عودة الهدوء والتواجد المكثف لعناصر الأمن. خلّفت أحداث الشغب التي شهدتها، ليلة أول أمس، مدينة خنشلة وكانت "النهار" قد انفردت بنشر تفاصيلها، إصابة 4 من رجال الشرطة من بينهم اثنين أصيبا بجروح خطيرة بسبب اعتداء بالسلاح الأبيض استهدفهما، بينهما قائد الشرطة القضائية بالأمن الحضري الأول، حيث تمكنت عناصر الشرطة من خلال تدخلاتها ومواجهتها المباشرة مع المتظاهرين باستعمال الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين استعملوا الرشق بالحجارة وإضرام النيران، من توقيف 23 شخصا يتوسطهم قاصران، ولا يزال البحث جاري عن العديد من المتهمين الذين وجهت لهم تهم التجمهر المسلح، التحطيم والحرق العمدي لأملاك عمومية، التهديد بالقتل والاعتداء على رجال الأمن، انتهاك حرمة منزل، حيث تم تقديمهم، أمس، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة خنشلة، للتحقيق معهم الذي لا يزال جاريا لحد كتابة هذه الأسطر. وبالعودة إلى تفاصيل هذه الأحداث تم في حدود الساعة السابعة والنصف من مساء أول أمس اندلعت نيران الغضب من طرف شباب حي ماريطو بمدينة خنشلة، عندما أقدموا على إضرام النيران بمقر الدائرة وحاولوا حرقه وقاموا برشقه بالحجارة وكسروا اللافتات المرورية والأعمدة الكهربائية وبعض زجاج السيارات احتجاجا منهم وتضامنا مع زميلهم الذي اعتقلته عناصر الشرطة، مساء أول أمس، لأنه كان مطلوب في العدالة ومسبوقا قضائيا وصدر في حقه حكما ب18 شهر حبسا نافذا، وقد تم احتواء الوضع بعد تدخل السلطات ورجال الأمن الذي دام إلى ساعة متأخرة من ليلة أول أمس وعادت المياه إلى مجاريها في اليوم الموالي.