تمكن أمس، المنتخب الأولمبي الفلسطيني من التفوق على نظيره الجزائري بهدف دون رد، في اللقاء التاريخي الذي جمع المنتخبين أمس بملعب 5 جويلية الأولمبي، بحضور جماهيري قوي وصل عدده إلى 60 ألف متفرج، وقف جميعهم إلى جانب المنتخب الفلسطيني في أجواء خيالية تعكس العلاقة بين شعبي البلدين. وبالعودة إلى المباراة، فقد كانت بدايتها بسيطرة شبه كلية لأشبال شورمان، وتجسدت بأول فرصة بقذفة بلخماسة اصطدمت بالقائمة الأيمن للحارس الفلسطيني بعد تلقيه تمريرة رائعة من زميله في الإتحاد زين الدين فرحات، وانتظر المنتخب الفلسطيني 18 دقيقة للخروج من منطقته، واستغل اللاعب محمد مراعبة خطأ بين دراوي والحارس صالحي في منطقة العمليات ومرر كرة لزميله سامح مراعبة، إلا أن كرة هذا الأخير علت المرمى، قبل أن يسجل المنتخب الفلسطيني أخطر فرصة له في المرحلة الأولى في الدقيقة 33 بعدما منح أبو ناهية كرة رائعة لزميله سامح مراعبة الذي انفرد بصالحي إلا أن الأخير أبعد كرته إلى الركنية، نفذت تجاه رأس سامح الذي كان أحسن لاعب من جانب فلسطين إلا أن كرته مرت جانبية. وفي المرحلة الثانية، انخفض مستوى المنتخب الجزائري مقابل صحوة المنتخب الفلسطيني، الذي تمكن من الوصول إلى شباك الخضر في الدقيقة 50 بهدف رفضه الحكم بحجة التسلل، قبل أن يفاجئ المهاجم أبو ناهية الحارس صالحي بهدف في الدقيقة 63 بعد عمل جماعي رائع وسط غفلة من دفاع المنتخب الوطني، وكاد البديل مزيان الذي تمكن من تحريك خط هجوم الخضر في الشوط الثاني، أن يعدل النتيجة في الدقيقة 80، بعد عمل فردي رائع إلا أن تسديدته القوية علت المرمى، وبينما رمى أشبال شورمان بكل ثقلهم في الهجوم لتعديل النتيجة كاد الفلسطينيون أن يضيفوا الهدف الثاني بعد هجمة معاكسة خاطفة، أين وجد البديل عماد شلابيش نفسه وجها لوجه مع صالحي إلا أن كرته مرت جانبية، لتنهي المباراة التاريخية بفوز «الفدائي» بهدف يتيم وسط تجاوب كبير من الأنصار. شورمان انهزمنا بسبب الضغط لأننا لعبنا خارج ملعبنا وا أمام المنتخب الفلسطيني لأنهم خاضوا اللقاء خارج ملعبهم قبل أن يختم كلامه بالابتسامة في إشارة منه إلى أن الجماهير ناصرت فلسطين. سامح مراعبة: رسالة لكل العالم أن فلسطينوالجزائر شعب واحد عبّر مهاجم المنتخب الفلسطيني سامح مراعبة، عن فرحته باللعب في الجزائر وأمام الجماهير الجزائرية التي وصفها بالرائعة، موجها شكره للجزائريين شعبا ودولة على الاستقبال الذي حظي به الفلسطينيون، وختم قائلا: بعثنا رسالة لكل العالم أن فلسطينوالجزائر شعب واحد، وشعور لا يوصف أن تلعب في الجزائر وأمام هذه الجماهير. لاعبو فلسطين سجدوا في وسط الملعب ساعة ونصف الساعة قبل اللقاء دخل لاعبو المنتخب الفلسطيني أرضية ملعب 5 جويلية ساعة ونصف الساعة قبل المواجهة، وانبهروا بالأجواء التي شاهدوها لاسيما وأن الجماهير تغنت بفلسطين وكأنهم في بلدهم، قبل أن يتوجه الوفد الفلسطيني إلى وسط الميدان وسجدوا جميعا بمن في ذلك أعضاء الطاقم الفني والطبي. العائلات والأطفال وأنصار من جميع الولايات في الملعب حضر مباراة أمس العديد من العائلات الجزائرية وحتى الفلسطينية، وكانت مصحوبة بالأطفال، كما حضر اللقاء المنتخب الوطني الجزائري النسوي لكرة القدم، وبقي عدد كبير من الأنصار خارج الملعب بعدما غلقت أبوابه إثر امتلاء مدرجاته عن آخرها بحوالي 60 ألف مشجع، كما حضر الجزائريون من جميع أرجاء الوطن وهو ما ظهر في ترقيم السيارات التي كانت خارج الملعب. الجماهير ناصرت فلسطين.. حرقت علم الصهاينة ومناصر يعانق اللاعبين وقفت الجماهير الجزائرية قبل وأثناء المواجهة إلى جانب المنتخب الفلسطيني على حساب رفقاء فرحات، حيث ناصروهم وشجعوهم بالرغم من السيطرة الجزائرية، وتم حرق علم إسرائيل في المنعرج الجنوبي، كما اجتاح أحد مناصري الخضر أرضية الملعب في الدقيقة 50 وتوجه لتحية لاعبي المنتخب الفلسطيني، الذين حيوه وتجاوبوا معه. اللقاء نقل على قناة فلسطين والمعلق يؤكد أنه حقق حلمه نقلت مباراة أمس مباشرة على قناة «فلسطين» من أجل تمكين الفلسطينيين من متابعتها، لاسيما وأنهم اعتبروها تاريخية بين شعبين يكنان حبا كبيرا لبعضهما البعض، ولفت المعلق الفلسطيني انتباه المشاهدين عندما أكد أنه يحقق حلمه بالتعليق على مواجهة بين منتخبي البلدين، كما تجاوب مع أهازيج الأنصار الذين رددوا مطولا «فلسطين الشهداء» واصفا المشهد بالخرافي.