"التحقت بالتلفزيون الجزائري في وقت انتعشت فيه الهجرة نحو الجزيرة الرياضية" تعدّ من بين الإعلاميات الجزائريات اللواتي فضلن البقاء في أرض الوطن على المغادرة إلى قنوات أجنبية في سنوات المهنة، قدّمت الكثير للإعلام في مجال الرياضة تحديدا، إنها الإعلامية الجزائرية وهيبة بلحوى، التي فتحت قلبها ل"النهار" وكشفت الكثير في هذا الحوار المقتضب... وهيبة.. أنت من بين قدامى الإعلاميات في التلفزيون الجزائري، هل يمكن لنا أن نعرف بدايتك الإعلامية؟ بدايتي الإعلامية كانت في الصحافة المكتوبة ، أين اشتغلت في مجلة "الوحدة الرياضي" في نهاية الثمانينات، ثم بعدها عملت في القسم الرياضي لجريدة "المساء" إلى غاية سنة 1997، أين التحقت بالتلفزيون الجزائري. هل التحاقك بالتلفزيون الجزائري كان عن طريق مسابقة؟ لا.. إلتحاقي في التلفزيون الجزائري كان في الحقبة التي شرع فيها الصحافيون الإلتحاق بقناة "الجزيرة الرياضية"، أين عرف التلفزيون في تلك الفترة هجرة لكبار الإعلاميين، على غرار ليلى سماتي، وكي يحافظ التلفزيون على المستوى، استدعاني مدير الأخبار آنذاك عز الدين ميهوبي، الذي يشتغل حاليا وزيرا للثقافة وطلب مني الإلتحاق بالقسم الرياضي. لماذا اخترت الرياضة؟ لأنني أجد نفسي فيها، وزيادة على هذا، أنا رياضية، حيث كنت لاعبة في كرة اليد، وهذا لا يمنع أنني لا أعرف المجالات الأخرى، لأنني أستطيع أن أكتب في مجالات أخرى. قلت إن الفترة التي التحقت بها، كانت هناك ظاهرة هجرة الإعلاميين الجزائريين إلى الخليج، ألم تفكري في نفس الموضوع؟ لا لم أفكر، لأنني كنت جديدة في التلفزيون، كما أن عز الدين ميهوبي وضع فيّ ثقة عمياء، وهذا بالرغم من الإمكانات الواسعة التي تمتلكها هذه القنوات، إلا أنني فضلت العمل في التلفزيون الجزائري، لأنه يعدّ مدرسة عريقة استطعت من خلالها تعلم الكتابة والتحرير الصحفي، والتعليق الرياضي، وأصارحك بأنه في حياتي لم أكن أحلم بأن أعمل في التلفزيون، لكن كما قلت لك سابقا، مدير الأخبار هو من استدعاني. ما هي المناصب التي تقلدتها في التلفزيون الجزائري؟ في البداية عملت كصحافية محررة ومحققة، وبعدها صحافية متخصصة، والآن أنا نائبة رئيس التحرير بالنيابة متخصصة في الرياضات الجماعية. لكن رغم المدة الطويلة التي عملتها في التلفزيون لم نرَ وهيبة مسؤولة؟ كما قلت لك، أنا مسؤولة في القسم الرياضي، أما المسؤوليات الكبيرة التي تقصدينها، فأنا لا أريدها، خاصة في الوقت الحالي، لأن تقلد مسؤولية يتطلب وقتا كبيرا، وباعتباري ربة منزل ولدي أطفال في سن المراهقة، لا أستطيع ترك أولادي خاصة في هذه المرحلة الصعبة. وهيبة أنت امراة خجولة، لكن رغم هذا اقتحمت ميدان الرياضة الذي يجبرك على التنقل إلى الملاعب، هل كان الأمر سهلا؟ ما أود قوله في هذه النقطة بالذات، إن الاحترام هو أساس النجاح، وأنا الحمد لله استطعت أن أفرض احترامي، سواء في التلفزيون الجزائري أو في ملاعب كرة الطائرة وكرة اليد، وأنا مؤمنة بشيء، وهو أن الإنسان إذا احترم نفسه احترمه الناس، وهذا مبدئي في الحياة، وأنا أحمد الله، في حياتي لم أتعرض إلى موقف محرج. سمعنا بأنك مريضة؟ نعم، أعاني من ارتفاع في ضغط الدم، وهذا سبب ركوني إلى الراحة والدخول في عطلة مفتوحة. ما هو أصعب موقف تعرضت له في حياتك المهنية؟
أصعب موقف كان مع زميلي الذي أقدره وهو "دريس دقيق"، حيث أثناء التعليق على إحدى مباريات كأس العالم لكرة اليد، بدأ هو في التعليق ثم قال لي أكملي، فأجبته أنا لا أستطيع التعليق، وبعد نهاية الشوط الأول قال لي سأذهب لارتشاف فنجان قهوة وأعود، وفي تلك الفترة التي كنت أنتظره فيها، بدأ الشوط الثاني، ولم يكن عليّ إلا التعليق على المباراة، وزميلي دريس دقيق قام بهذا الأمر كي يجبرني على التعليق وأعتمد على نفسي وهو ما حصل فعلا.