- القنوات الخاصة تفوقت على التلفزيون الجزائري.. وقطعت عهدا على نفسي ألاّ أنتمي إلى أيّ حزب سياسي هو من بين أهم الإعلاميين المحترمين الذين استطاعوا امتلاك حب الجزائريين، ومن بين أهم المعلقين العرب الذين ينتظرهم الجمهور الرياضي في كل المباريات، يتسّم بالصرامة والجدية في العمل، يعشق الجزائر حتى النخاع، ويحن إلى حيّه الأصلي في الحراش، هو الإعلامي والمعلق الرياضي "حفيظ دراجي". - بداية.. هل ندمت على مغادرتك التلفزيون الجزائري، خاصة وأن العديد من الصحافيين هنا أصبحوا مسؤولين؟ أنا كذلك، لقد تقلدت أعلى المسؤوليات في التلفزيون الجزائري، وأفرح لزملائي عندما يكونون في موقع المسؤولية، لكن الأمور لا تحسب بهذا الشكل، وهي ليست قضية ترقيات ومسؤوليات، بقدر ما هي قناعات وظروف وإمكانات يجب أن نسعى إلى توفيرها من أجل القيام بواجبنا. - كيف ترى مستوى القسم الرياضي في التلفزيون الجزائري والصحافة الرياضية بشكل خاص؟ لا يمكن تقييم مستوى القسم الرياضي بمعزل عن التلفزيون بشكل عام، لأنه جزء منه، ولا يمكنه أن يرتقي إلى أفضل المستويات بدون رقي شامل، والأكيد أن التلفزيون تراجع كثيرا، خاصة منذ بروز القنوات الخاصة، ولم يعد المشاهد يتابع فيه إلا عناوين "نشرة الثامنة" وبعض المباريات الكروية، أما عن الصحافة الرياضية بشكل عام، فهي أيضا جزء من منظومة إعلامية تتخبط في متاعب ومشاكل كثيرة، لكنها تحاول الصمود وإثبات وجودها مع جيل جديد نتمنى أن يكون أحسن منا. - هل تنوي فتح قناة رياضية خاصة في الجزائر مستقبلا؟ في الوقت الحالي لا يمكن لأيّ كان فتح قناة متخصصة في الرياضة، تكون محترمة وتثبت وجودها، لأنها لن تقدر على اقتناء حقوق البث التلفزيوني، بما في ذلك حقوق الدوري الجزائري!، لكن يمكن فتح قناة رياضية بالإسم فقط، أما بالفعل، فقد فات الأوان، كما أن غياب الإطار القانوني في الجزائر والضبابية التي تميز المشهد السمعي البصري تزيد من تعقيد الأمور. - الناس ترى بأن حفيظ دراجي خرج من الرياضة إلى السياسة، فما تعليقك؟ أنا صحافي خرّيج معهد الإعلام، ولم أتخلى عن الكتابة في الرياضة، بدليل أنني أزاول مهنتي كمعلق في قنوات "بي إين سبورت" وأكتب في الجرائد والمواقع عن الرياضة، كما أنني لا أكتب في السياسة، ولا أنتمي إلى أيّ حزب سياسي، بل أكتب في شؤون بلدي منذ 3 سنوات فقط، بسبب الاختلالات الكثيرة التي تقتضي من كل صحافي أن يكتب ويتحدث عنها. لم أكن أكتب سابقا في هذه الشؤون، لأنني كنت ملتزما بمبدإ التحفظ، باعتباري كنت موظفا في التلفزيون الجزائري، أما الآن، فقد صرت متحررا من أيّ التزام مهني، وصار لدي الوقت الكافي لذلك، وصار يستفزني ما يحدث في بلدي من تحايل وتراجع. - هناك من يقول إن هناك من يدفعك إلى الحديث عن السياسة، وما تقوم به هو تصفية حسابات فقط؟ نعم، هناك أناس دفعوني إلى الكتابة في شؤون بلدي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بفعل إساءاتهم المتكررة لهذا الوطن، وفشلهم في الارتقاء به إلى مصاف الدول المتقدمة. هؤلاء دفعوني لكي أنتقد ممارساتهم، وأنتقد من يتحايلون على الشعب ويدفعون به إلى اليأس والتذمر. أما عن تصفية الحسابات، فلا أدري أيّ حسابات، ومع من أصفيها!؟، ليست لدي مشاكل شخصية مع أيّ كان، وأحتفظ بعلاقات طيّبة مع الكثير من المسؤولين الحاليين، وحتى من أولئك الذين لا أتردد في انتقاد سياساتهم وممارساتهم يتواصلون معي بانتظام. - المعروف عنك أنك تنتقد السياسة الحالية في الجزائر، لكن عند مجيئك إلى الجزائر نراك مع سياسيين كبار؟ هذا دليل على أنني لا أسعى إلى تصفية حساباتي مع أيّ كان، لكنني لا أساوم في مواقفي وآرائي التي أعبّر عنها بكل أدب واحترام تجاه الأشخاص والمؤسسات، وأقولها إلى المعنيين مباشرة بدون لف ولا دوران، عندما ننتقد السياسات، فهذا لا يعني بأن الجزائر لا تتوفر على رجال أوفياء وأكفاء يقومون بواجبهم على أكمل وجه، ويقدرون مواقفنا وآرائنا. - هل لديك منافسين في قناة "بي إين سبورت"؟ أنا لا أنافس أحدا ولا ينافسني أحد، وإذا كان لدي منافس، فهو حفيظ في حد ذاته، وهو الملل من ممارسة المهنة، الشعور بأنني لم أعد قادرا على تقديم الأفضل كل مرة، كما أن مهنتي تفرض عليَ أن أسعى إلى الأفضل دوما، بغض النظر عن زملائي في أيّ مجال. -ألا تنوي تأسيس قناة جزائرية في الجزائر؟ تأسيس قناة مستقلة في الجزائر في ظل الوضع الحالي، مغامرة ومجازفة لا يمكن التحكم فيها، لأن المشهد الإعلامي يتميّز بالكثير من الضبابية وعدم الوضوح، ربما سيحدث ذلك عندما تتغير الأمور وتتضح القوانين، وعندما تتخلص المهنية من هاجس التسييس وسياسات الإقصاء والتخوين والتخويف. - هناك من يقول إنك كوّنت ثروة طائلة من عملك في "بي إين سبورت"، هل يمكن لنا معرفة قيمة راتبك؟ في حياتي لم يكن المال هاجسا أو دافعا لممارسة مهنتي، لا في الجزائر ولا خارج الجزائر، أنا اليوم أنال حقي وأكثر من حقي من الناحية المادية، لكن المكاسب المهنية والشخصية والأسرية التي اكتسبتها على مدى أكثر من 7 سنوات في "بي إين سبورت" أكبر بكثير من كل مادة. - في حال ما تمّ استدعاؤك لتقلد حقيبة وزارية، هل ستقبل بذلك؟، فهناك معلومات تقول إنك كنت تنوي الترشح كنائب برلماني؟ أولا من حيث المبدأ، قطعت عهدا على نفسي على عدم الانخراط في أيّ حزب سياسي مع احترامي لكل الأحزاب، وقطعت عهدا على ألاّ أترشح لأيّ انتخابات مهما كانت، إيمانا مني بأنني خلقت لممارسة مهنة الصحافة بدون غيرها، وإيمانا مني بأن النائب أو رئيس البلدية المنتخب في الجزائر، لا يمكنه تقديم أيّ شيء لمن انتخبوه ولا يمكنه الوفاء بالتزاماته ووعوده!، أما عن أي منصب آخر، فلا يمكنني قبوله لكي أكون جزءا من ديكور أو من منظومة تحتقر الوزير والسفير والمدير، ولا تحترم أفكارهم وصلاحياتهم ومسؤولياتهم. موضوع : لا أساوم في مواقفي وليست لي مشاكل مع أيّ مسؤول انتقدته 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0