أكدت مصادر مطلعة ل''النهار'' أن الأمير الوطني لتنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' يكون قد عين مؤخرا أحد أقدم المنخرطين في العمل المسلح ضد الدولة المسمى، محمد نجية، الذي ينحدر من مدينة ڤمار والمعروف تنظيميا باسم أبو الخباب أميرا جديدا على منطقة الوادي بعد احتدام الصراع بين عناصر التنظيم.منذ خلو المنصب قبل فترة إثر إطاحة قوات الأمن المشتركة بالوادي بمعظم الخلايا الخلفية للتنظيم المدنية منها والمسلحة خلال السداسي الثاني من سنة 2008 ، مما أحبط معنويات الإرهابيين بالوادي خاصة أولئك الذين كانوا في جبل أم الكماكم بولاية تبسة، حيث استسلم منهم 3 أفراد واستفادوا من تدابير المصالحة الوطنية في فترة الثلاثي الأخير من سنة 2008 ليبقى العدد الإجمالي لأبناء منطقة سوف الذين يعتقد أنهم ضمن تنظيم القاعدة، ويتم وصفهم بالمختفين يقدر رسميا بحوالي 50 نفرا. وجاء اختيار، محمد نجية، لقماري البالغ من العمر 42 سنة لكونه حسب العارفين بخبايا التنظيم المذكور وبالشخص المعني لكونه على دراية تامة بالمنطقة الصحراوية بشكل عام وبالوادي خصوصا، حيث يعرفها شارعا شارعا كما يتقن جيدا الانفلات عبر المنافذ الصحراوية رغم أنه يعرف بأنه جبان ولا يقدم على المواجهة المسلحة مع خصومه فقط يخطط ويؤمن الطرق والممرات وقد فر من عدة مواجهات مع قوات الأمن ولم يستعمل سلاحه أخرها في أواخر سنة 2008 عندما كان مقيما بمسكن وراء سجن الوادي رفقة آخرين تم توقيف بعضهم والقضاء على آخر، فيما فر ''أبو الخباب'' بخلاف التهور الذي يميز غريمه ابن منطقة المقرن مسعودي عبد الحافظ الذي تم عزله ورصدت قوات الأمن تحركاته مؤخرا متنكرا في زي راعي إبل، ورصدته سابقا متنكرا في ثوب إمرأة، كما أحبطت قوات الأمن قبل أيام فقط محاولات اتصال بينه وبين شخصين آخرين من المنطقة الحدودية بالطالب العربي كان يتصل بهما من أجل اقتناء سيارة من نوع تويوتا استايشن لفائدة التنظيم، حيث تم توقيف الشخصين وإحالتهما على العدالة أين أمر قاضي التحقيق بوضعهما تحت الرقابة القضائية كونهما كانا يحاولان الاستفادة مالية من التنظيم فقط وهو ما يؤكد ما أشارت إليه ''النهار'' سابقا أن معظم المجندين أو الداعمين لتنظيم القاعدة فقط يبحثون عن المال والثراء السريع، خاصة أن المؤشرات والدراسة التي أجريت حول المختفين من أبناء الوادي تفيد أنهم جميعا من ذوي المستويات العلمية الدنيا، ومما كرس ذلك احتقار إرهابي الوادي من طرف قادة تنظيمهم واعتبارهم كأدوات أو جنود لتنفيذ رغبات الأمراء وهو وضع أثر بشكل سلبي على معنوياتهم وجعل العديد منهم يفكر في العودة أو حتى الانتحار داخل الجبال، خاصة بعد تفشي بعض الأمراض واشتداد صراع الزعامات داخل الكتيبة المرابطة بجبل أم الكماكم بولاية تبسة والتي تلقت مؤخرا ضربات قاسية من قوات الجيش بعد الاعتداء الذي استهدف دورية للدرك الوطني. من هو ''أبو خباب''؟ محمد نجية أو ''أبو الخباب'' من مواليد 1968 بمنطقة ڤمار ذو مستوى تعليمي نهائي الثالثة ثانوي من الشباب المتحمس مع الحزب المنحل سنة 1990 شارك رفقة آخرين في حادثة الاعتداء على ثكنة عسكرية بقمار يوم 21 نوفمبر 1991 التي تعتبر بوابة العمل المسلح بالجزائر، وجميع من شارك فيها تم القضاء عليه والوحيد الذي مازال على قيد الحياة اعتقل وتم سجنه بتازولت في ولاية باتنة وتمكن من الفرار سنة 1994 بعد الهجوم الذي قامت به الجماعة الإسلامية المسلحة في تلك الفترة على السجن كان مكلفا بنقل الأسلحة من الصحراء إلى الجبال بالشمال، تنقل كثيرا في الصحراء الجنوبية وشارك في الهجوم على ثكنة عسكرية بموريتانيا سنة 2005 وشارك في اختطاف السياح النمساويين وعملية الاعتداء على فرقة لحرس الحدود بالوادي سنة 2008 وهي العملية التي أسفرت عن مقتل 8 من أعوان فرقة حرس الحدود، وتعد الأعنف بالوادي.