توفيت والدة أمير ما يعرف باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لمنطقة الوادي، محمد نقية، المسمى ''أبو الخباب'' قبل عام فقط من اليوم، وكلها حسرة وأسف عن ابنها الأوسط محمد الذي التحق بالجماعات المسلحة منذ سنة 1991 وتحديدا في 21 نوفمبر، تاريخ مشاركته في الاعتداء على ثكنة عسكرية بڤمار، ليتم تسليمه من طرف والده إلى قوات الدرك، الذين أودعوه الحبس بسجن تازولت بولاية باتنة، ومنه فر سنة 1994 مع عدد من المساجين في تلك الفترة بعد الهجوم على مقر المؤسسة العقابية، ملتحقا بالجماعة الإسلامية المسلحة. وكانت والدته تترقب يوميا عودته من الجبل، خاصة بعد وفاة والده قبل 5 أعوام، لكن ذلك لم يحدث، وظلت الوالدة تترقب طلة ابنها حتى خارت قواها بعد أن فقدت الأمل في عودته، وفي كل صباح كانت تروي لبناتها وأبنائها ما كانت تراه في المنام عن ابنها وأنه سيعود يوما لا محالة إلى أسرته وأهله إلى أن توفيت ،ومع ذلك تركت له وصية مفادها، حسب ''مبروكة نقية'' التي تكبر محمد بعامين فقط أن يعود ويغتنم فرصة المصالحة التي وفرها رئيس الجمهورية للمسلحين في الجبال. مبروكة التي تقطن بلدية ڤمار لم تر أخاها منذ أن سلم نفسه في سنة 1991 في حادثة مطار ڤمار وبعض الزيارات في السجن ومنذ فراره لم تتصل به أو يردها أي خبر عنه، وهي تحن إلى أخيها كثيرا الذي تتذكر دائما حنانه وحبه الكبيرين لعائلته ،وتدعوه إلى تسليم نفسه والرجوع إلى أحضان أسرته التي تشتاق إليه ووالدته التي توفيت في 05 أفريل العام الماضي، وكان أملها الوحيد والأخير في دنياها هو لقاء فلذة كبدها محمد ورؤيته وهو في أحسن الأحوال، إلاأن المنية كانت أسبق من تحقيق حلم الوالدة التي طالما راودتها أحلام برجوع ابنها وانتظرت سنوات عدة قائلة ''محمد سوف يدخل من الباب هذاويحتضنني ويقبلني''، ويبقى حلم الأخت قائما في رؤية أخيها حيث تقول ''يجي وأنا نبقى تحت رجليه نخدمو، المهم يكون بيناتنا مريّح ما نخليش واحد يقلقو''. وتتساءل عن حاله وكيف يعيش بالجبال في قساوة الظروف، وتقول ''كيف يأكل؟ ماذا يأكل في الشتاء؟ كيف يتصرف في البرد القارص وفي الصيف مع الحرارة الشديدة ما يفعل'' وإن كانت الظروف التي تعيشها الأخت في ظل عمل رب العائلة البسيط صعبة، إلا أنها تحلم دائما بأن يعود أخوها ويشرف منزل أهله بإقامته . عائلة أمير الوادي التي تضم الإخوة عبد الباسط عبد القادر-عمار- جميلة رشيدة فاطمة فرحت كثيرا بجريدة ''النهار'' وأملت أن تكون الوسيلة التي يصل بها ندائها لشقيقهم محمد ويعود إليهم ويقدمون له كافة الضمانات أن لا يمسه سوء، بل يعيش معززا مكرما بينهم وفي أحضان المجتمع، على غراركل التائبين بالوادي. ''مبروكة'' التي تقيم مع زوجها في منزل عائلتها، قالت إن والدتها أوصتها أن المنزل لمحمد، حين يعود ليتزوج فيه، فهل يسمع أميرالوادي نداء إخوته، ووصية والدته لترتاح في قبرها، كما تمنت؟!. الأيام القادمة كفيلة بالجواب على هذا التساؤل في ظل تواتر أنباء تحصلت عنها ''النهار'' عن استعداد عدد كبير من قيادات تنظيم القاعدة بمنطقة الوادي لتسليم أنفسهم والاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية. من هو صقر الصحراء؟ محمد نقية المكنى ''عبد الحق'' و''أبو الخباب''، من مواليد ڤمار سنة 1968، أعزب عندما التحق بالمسلحين، يعد من أقدم نشطاء الجماعات المسلحة من أبناء منطقة الوادي ومن عموم المسلحين في الجزائر، حيث أنه الوحيد الذي مازال حيا ممن شاركوا في الهجوم على ثكنة عسكرية بمنطقة ڤمار يوم 21 نوفمبر1991. سجن بتازولت وفر من السجن سنة 1994 ليلتحق بالجماعة الإسلامية المسلحة في منطقة باتنة أو المنطقة الخامسة، شارك في عدة عمليات ضد القوات الخاصة وشارك في الهجوم على ثكنة بموريتانيا، ويعتبر الآن من أبرز قيادي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وشارك في اختطاف السياح النمساويين، ويتميز بالإقدام ويوصف بأنه مقاتل شرس، ومن المؤثرين في التنظيم الإرهابي المذكور، ويقول تائبون جدد إنه لم يتزوج إلى حد الآن.