"النهار صنعتني إعلاميا ووالدي صنعني لغويا" هو من الإعلاميين الذين يتمتعون بفصاحة اللسان، لديه طريقة خاصة في تقديم الأخبار، يتميّز ب"كاريزما" عالية وشخصية قوية، هو مقدّم نشرة الأخبار في قناة "النهار" ياسر لعرابي... من هو ياسر لعرابي وكيف التحقت بقناة "النهار"؟ ياسر لعرابي شاب جزائري من مواليد 1990 في "مكةالمكرمة" بالمملكة العربية السعودية، أصلي من بوابة الصحراء بوسعادة، كبرت وترعرعت بين مدينة "مكةالمكرمة" التي درست فيها بعض سنوات المرحلة الابتدائية، وبين مدينة باتنة التي أكملت فيها دراستى حتى شهادة "الليسانس" في الإعلام والإتصال، التي تحصلت عليها من جامعة "الحاج لخضر" تخصص علاقات عامة سنة 2012 بتقدير جيّد جدا. إلى أيّ مدى ساهمت "النهار" في شهرتك؟ أذكر جيدا ذلك اليوم الذي تلقيت فيه مكالمة هاتفية، أُعلمت فيها بالحضور لإجراء "كاستينغ"، وكان ذلك شهر سبتمبر من سنة 2012، لم أكن أعرف حتى مقر القناة، فسافرت من باتنة عبر الحافلة في الليل، وبعد وصولي باكرا إلى مقر القناة، اجتزت "الكاستينغ" وتمّ قبولي والحمد لله ضمن طاقم القناة، ولا ينكر إلا جاحد كيف فتحت القناة أبوابها لي ولغيري من الزملاء، ووضعت أمامنا كل الإمكانات. هل ترى أنك صنعت نفسك أم "النهار" هي التي صنعتك؟ أعتقد أنني يوم التحاقي بالقناة كنت أمتلك بعضا من الرصيد اللغوي وطريقة إلقاء وخطاب مسترسلتين وبعض الشجاعة الأدبية، وهي نتاج تربية وتعليم الوالد الكريم "عامر العرابي" حفظه الله، وهو دكتور في الشريعة وعلوم القرآن، حيث علمني القراءات وأحكام التجويد منذ الصغر، لكن لم يكن لي أن أتعلم أبجديات العمل الصحفي، لولا الزميل المدير العام لمجمّع "النهار"، السيد "أنيس رحماني" والزميلة مسؤولة النشر في جريدة "النهار"، السيدة "سعاد عزوز"، والجواب إذن أن والدي صنعني تربويا ولغويا وصنعتني قناة "النهار" إعلاميا. هل أنت راضٍ عن العمل الذي تقوم به؟ أنا راضٍ عن حصتي التي أختار فيها المواضيع التي أناقشها، وعن المواضيع التي أناقشها في 90 دقيقة أخبار. هل لديك طموحات خارج قناة "النهار"؟ لكل صحافي طموح، ولكن طموحي داخل قناة "النهار" حاليا. إن لم تكن إعلاميا ماذا كنت ستصبح؟ كنت سأتبّع مسار والدي الذي يمارس التعليم العالي في جامعة باتنة. ما هي المواضيع التي ترى نفسك مرتاحا فيها، الإجتماعية أم الإقتصادية أم السياسية؟ أرى نفسي مرتاحا في المواضيع الاجتماعية وخاصة التربوية، وما تعلق بالتعليم بكل مستوياته وحتى الشؤون الدينية، لأن قناعتي بأن إصلاح التعليم والتربية والشؤون الدينية سيصلح كل القطاعات الأخرى، فنحن نلاحظ اليوم في الجزائر سياسة بدون أخلاق، وهذا راجع إلى ضعف المنظومة التربوية، فاهتمامي اليوم منصب على تعزيز الأخلاق والتربية عبر حصصي لعل وعسى تصلح باقي القطاعات فأهتم بها. لاحظنا أنه كلما كان هناك حدث كبير أنت من تقدّم المعلومة، ما هو السبب؟ من حسن حظي أن تقع أكبر الأحداث أثناء مداومتي في التقديم، فأكون في "90 دقيقة أخبار" أو في النشرة ويبث الخبر العاجل أسفل الشاشة، فتبدأ التغطية المستمرة، التي قد تدوم لساعات، وأعتقد أنها أسعد أوقاتي في قناة "النهار". ما طبيعة علاقتك بالإعلاميين العاملين في قناة "النهار" وخارجها؟ خارج "النهار" علاقتي ضيّقة جدا بالإعلاميين، أما داخل القناة، فهي متراوحة بين الزمالة والصداقة، وفئة ثالثة لا تجمعني بها أيّ علاقة. ما رأيك في الوضع السياسي في الجزائر؟ أعتقد أن الوضع السياسي في الجزائر ضبابي، لا أحد يستطيع التكهن لما ستؤول إليه الأمور. في ماذا تقضي وقت فراغك؟ أغلب أوقات فراغي تكون ليلا لانشغالي صباحا بالعمل، فأصبحت مدمنا على المطالعة الإلكترونية. في الآونة الأخيرة لاحظنا أنك بعيد عن معالجة المواضيع الحساسة في القناة، ما هو السبب؟ مؤخرا أغلب المواضيع الحساسة كانت ولا تزال سياسية أمنية، من إحالة "الفريق توفيق" على التقاعد إلى رجوع شكيب خليل، وفي حصتي "بدون تحفظ"، نأيت بنفسي عن السياسة، لأن أغلب الزعماء السياسيين جبناء، يحضرون للحصص من أجل "المداهنة والتملق" وأتكلم هنا عن الموالاة، أما المعارضة، فكلامها "جعجعة بلا طحن"، وهو ما جعل المواطن يكره السياسة في الجزائر. فيوم يصْدُق السياسيون سأتناول السياسة في حصتي، ولأن أيضا السياسة في قناة "النهار" من تخصص حصة أخرى، حتى نضمن للمشاهد تنوعا في الحصص. في البداية كنت تقوم بحوارات ثقيلة، أما الآن فنراك تقدم الأخبار فقط، لماذا؟
أعتقد أنني أول صحافي في الجزائر حاور مدير ديوان الرئيس أحمد أويحيى سنة 2014 وفي عمري 24 سنة، وحاورت كذلك مدير حملة الرئيس والمترشحين للرئاسيات في شهر واحد، وكل الفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود إلى الزميلين "أنيس رحماني" و"سعاد عزوز" لوضعهما فيّ الثقة آنذاك، واليوم هناك من يتكفل بهذه الحوارات، وهي اختيارات راجعة للتخصص وللميولات، وعن نفسي أحب أن أحاور مواطنا صادقا أفضل من مسؤول كاذب.