السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أعترف من خلال هذا المنبر أني كنت قاسيا وغليظ القلب، بعدما اتبعت أهواء امرأة شريرة وأنانية، عندما يتعلق الأمر بمصالحها لا تتأخر عن فعل أي شيء مهما كانت عواقبه، إنها شقيقتي التوأم وكأنها ليست توأمي، فهي لا تشبهني أبدا في المظهر كوني رجلا وهي امرأة، وكذلك لا تطابقني في الصفات المعنوية، لأني طيب ومُسالم عكسها تماما. عندما بلغت سن ال20 جاءها النصيب فتزوجت، أما أنا فتابعت دراستي وتخرجت بشهادة عليا، وبعدها ارتبطت بابنة عمتي التي ماتت بعد سنة بسبب تعسر ولادتها، وقد رزقني الله بتوأم، «سارة وأسماء»، واجهت معهما حياة صعبة لأني رفضت الزواج خشية أن تتعرضا من طرف زوجة الأب إلى سوء المعاملة وأهوال النفس الأمارة بالسوء، ما جعل شقيقتي تمد لي يد العون ولا أنكر أنها خصصت جزاء كبيرا من وقتها وعلى حساب بيتها لصالحنا، ولسوء حظها أن زوجها بعد مرور سنوات انفصل عنها لأنها لا تنجب، فعادت إلى البيت العائلي، وكانت مصيبتها بالنسبة لي نفع وفائدة، باعتبارها قائمة على شؤون البيت، عشنا على هذا النحو سنوات طويلة، ماتت خلالها والدتي، وصارت ابنتاي في سن الصبا، عندها حدث ما لم يكن الحسبان، لقد أعلمتني شقيقتي أنهما على علاقات مشبوهة، وظلت توغر صدري ضدهما، ولا تذكرهما بخير أبدا، حتى تطور الأمر وأخبرتني أن إحداهما حملت في أحشاءها الحرام، فقررت قتلها كي أزيل العار لكنها هدأتني، وطلبت مني طردها الى الشارع حفاظا على نفسي، فلم أتوانى لحظة واحدة في تنفيذ رغبتها، أما ابنتي الثانية فإنها غادرت مع شقيقتها تضامنا ورفضا لقراري الذي كان بالنسبة إليهما جائرا. لقد تبدلت مشاعري وأصبح حبي لهما كرها، وحتى أنسى همومي رغبت بالزواج لكن شقيقتي ظلت تخلق الأسباب والحجج، فلم أستطع تحقيق غايتي، وبعدما جاءها الخاطب، آثرت مساندتها في هذا المشروع واعتبرته ردا للجميل، لكني اندهشت بعدما علمت أنها اتفقت معه على الإقامة في نفس البيت، فلم أكن موافقا، بالرغم من ذلك تنازلت وأذنت له، علما أنها اعتبرت الأمر حقها في بيت والدها وليس كرما مني. لقد تغيرت شقيقتي وظهر منها الجانب الشرير الذي أعرفه جيدا، لقد ساءت معاملتها لي ولم أكن أتصور أن القسوة بلغت بها أقصى درجة، حتى سمعتها ذات مرة تخاطب زوجها وتقول له،» لا تتسرع فلم يبق الكثير سأعمل على طرده من هذا البيت تماما مثلما فعلت مع بناته البريئات، لقد جعلتهما في نظره أسوأ خلق الله، لم أتمالك أعصابي واقتحمت غرفتها بعدما مسكتها بالجرم المشهود، فطلبت أن توضح لي الأمر، لكني منعتها من الكلام، باعتبار ان الاعتراف سيد الأدلة، وحتى لا أتهور وأرتكب جناية في حقها، أمسكت بيدها وألقيت بها خارج المنزل، أسرعت بعدها لأغير أقفال الباب الرئيسي وأقسمت ألا تطأ قدمها أبدا بيتي. استرجعت وعي وذهبت عند القريبة التي تحملت مسؤولية بناتي، علما أني قاطعتها عندما قدمت لهما ذلك المعروف، ولأنها امرأة طيبة فقد رحبت بقدومي، وأخبرتني بكل الخير عن بناتي الشريفات العفيفات، وقالت إنهما مخطوبات وعلى أهبة الزواج وقد تخرجتا من الجامعة وأحوالهما على أحسن ما يرام. لقد رفضتا العودة معي إلى البيت، ولهما الحق في ذلك، حتى يوم زفافهما حضرت وكأني من المدعوين الغرباء، أما شقيقتي فلا أزال معها في نزاع على مستوى المحكمة، لأنها رفعت قضية تطالب من خلالها بحقها في البيت، رغم يقيني بأنها صاحبة حق فلن استسلم حتى أجعلها تشرب من نفس الكأس.. هذه حكايتي والعبرة لمن يعتبر. قدور/ المدية