السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: أكتب هذه الأسطر ليس من باب الشماتة، بل لأفضي بوجع لطالما سكن قلبي وامتدت جذوره حتى ضلوعي، بعدما حُرمت من ابني الوحيد الذي نشأ وشبّ أمام عينيّ ولم يحدث يوما أن ابتعد عني، كان يحبني أكثر من نفسه لكنه انقلب عليّ بعدما تعرّف على امرأة سلبت عقله وقلبه، علما أنها تكبره سنا ولديها أولاد من زيجات مختلفة . لا أعرف ما الذي جعله يتعلق بها والأكثر من ذلك تزوجها في عجالة من أمره. بدأ وجعي عندما أصبحت تلك المرأة على ذمته، لأنها سرقت حلمي وحرمتي ابني، الشاب اليافع الذي لم يستطع مقاومة أفعى بجلد ناعم وسم قاتل، لقد جعلته يكرهني بعدما بثّت سموم الفتنة في رأسه، فلم يعد يطيق حتى وجودي، علما أنه كان يقيم في مسكنها، ورويدا رويدا امتنع عن زيارتي ولم يعد يرد على مكالماتي، لقد قال بالحرف الواحد إنه لن يعود إلى بيتي إن لم أرض وأبارك زواجه، وما كان لي إلا أن أتقبل تلك المرأة المتمردة الطائشة. عشت وحيدة لسنتين، أبكي بحرقة وأسأل الله أن يرد إلي ابني ردا جميلا، وأن يخلصه من قبضتها، لم أشعر بطعم الحياة منذ أن غادر فلذة كبدي إلى بيت الزوجية، عشت مشتاقة ومحرومة من طلته البهية، لا أدري إن استطاعت كلماتي البسيطة أن تُبلّغكم مقدارا مما كنت أشعر به، ولأن وجعي فاق كل التصورات، رضخت للأمر والواقع وقلت في نفسي، لأجل خاطر ابني سأتحامل على نفسي وأتقبل زوجته، فطلبت منه أن يُحضرها إلى بيتي، لكنها رفضت وخيّرته بينها وبيني، كما أنها ازدادت تعنّتا ورفضت زيارتي لهما، وما كان من ابني سوى اختيارها على حساب أمه التي كابدت لأجله مشاق الدنيا وأنفقت أجمل سنوات عمرها لكي تراه ينعم بالسعادة مع زوجة تناسبه. لقد أوكلت أمري إلى الله عز جل، ولم يحدث أن دعوت عليها بالسوء أبدا، كان رجائي الوحيد أن يأجرني الله في مصيبتي ويعوضني خيرا، كما أني رجوته أن يلطف بابني، وكان من لطف الله أنه أذن بانتهاء العلاقة بينهما.لقد ماتت زوجة ابني بعدما ابتلعها البحر ورحلت إلى بارئها شبه عارية، فيا لها من سوء خاتمة، أمّا قرة عيني فلا يزال غارقا في الحزن، منغلقا على نفسه لا يكلم أحدا، وأخشى أن يستمر على حاله فيلحق بها لأنه أحبها كثيرا، أولم يقولون «ومن الحب ما قتل». أم رمزي/ االشرق موضوع : وابتلع البحر من خطفت ابني وحرمتني منه 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0