كلام كثير أثير بشأنه بعد اختفائه الغامض منذ أكثر من ثلاث سنوات وتضاربت الأخبار بشأنه فمنهم من قال بأنه يلعب لنادي صغير بمسقط رأسه بماتز وآخرون أكدوا بأنه اعتزل الميادين نهائيا وقرر دخول عالم التجارة لكن مصير المدلل السابق للجماهير الجزائرية نصر الدين كراوش كان غير ذلك تماما فاللاعب الذي ضحى بمشواره من أجل الألوان الوطنية كاد أن يختفي إلى الأبد بعد تعرضه لحادث خطير كاد أن يودي بحياته لولا ستر الله ولطفه. ففي حوار خص به يومية "كومبيتسيون" المختصة كشف النجم السابق للمنتخب الوطني عن الأسباب الحقيقية التي كانت رواء اختفائه والتجارب الجد قاسية التي مر بها خلال الفترة الأخيرة والتي تمكن بكثير من الصبر من تجاوزها وهو الآن يحضر لعودته إلى المنافسة وكله أمل في العودة إلى المنتخب الوطني ولما لا المشاركة معه في كأس إفريقيا للأمم المقبلة. تحول إلى نادي كوبلانز لكنه اضطر إلى فسخ عقده رحلة العذاب بالنسبة لوسط الميدان الدولي السابق بدأت سنة 2006 عندما قرر مغادرة ناديه البلجيكي "شارلروا" قصد الإنضمام للنادي الألماني من الدرجة الثانية "كوبلانز" لكنه الأمور لم تسر كما كان يشتهي بعد أن تعرض مبكرا إلى إصابة على مستوى الظهر أجبرته على العودة إلى فرنسا للعلاج بسبب تواضع المرافق الطبية لهذا الفريق وهو ما جعله دائم الترحال بين ألمانياوفرنسا وهو الأمر الذي لم يعجب مسيري النادي الألماني والذين قرر فسخ عقده معهم بالتراضي. 18 مارس 2008 يوم أسود في حياته وبعد أن فسخ عقده مع"كوبلانز" قرر كراوش العودة إلى مسقط رأسه بمدينة ماتز الفرنسية لمتابعة العلاج ومعنوياته في الحضيض لكن القدر كان يخفى له ما هو أسوء بكثير فبتاريخ 18 مارس 2008 تعرض إلى حادث مرور خطير كاد أن يودي بحياته وهذا عندما دهسته سيارة بشكل عنيف إلى درجة أنها رمت به لأكثر من 15 متر بعيدا عن موقع الإصطدام، وقد بقي ممددا غارقا في دمائه وغائبا عن الوعي ولولا أن ممرضة كانت تابعت المشهد العنيف من شرفة منزلها وسارعت بإسعافه لكان اللاعب الدولي الجزائري في خبر كان. ركبة محطمة، كتف مخلوع وعمليات جراحية بالجملة وكتب لكراوش عمر جديد بعد هذا الحادث بالنظر لخطورته حتى وإن كان قد خلف أثارا عميقا عليه المعنوية منها والجسدية أيضا فقد خرج بركبة محطمة تقريبا وأربطة قدميه ممزقة وكتف مخلوع وإصابات متفاوتة في الوجه وهو ما كلفه الخضوع لعمليات جراحية بالجملة خاصة على مستوى الركبة ومن تم البقاء لست أشهر أخرى كفترة نقاهة وكل هذا أحاطه بالتكتم الكبير فلم يكن يعلم بما صار إليه سوى أقرب المقربين له لا لشيء سوى لأنه لم يشأ ترويع عائلته سيما تلك المقيمة في الجزائر. إرادة حديدية ستعيده إلى شارلوروا ورغم كل هذه الإنتكاسات التي لاحقته إلا أن إرادة كراوش في العودة إلى الواجهة كانت أقوى فقد عاد قبل شهر لإسترجاع نشاطه فاستأنف قبل شهر ونصف من الآن التدريبات بمفرده في انتظار التحاقه بناديه السابق "شارلوروا" بطلب من المدير الرياضي لهدا الفريق وهو ما رحب به خاصة وأن ناديه السابق يحوز مرافق طبية متطورة الأمر الذي سيسمح له باسترجاع لياقته بأسرع وقت ممكن مع إمكانية التفاوض مع مسؤولي هذا الفريق على عقد جديد. يؤكد اتصالات المولودية ولا يعارض اللعب في الجزائر وفي معرضه حديثه أكد كراوش أنه كان على وشك الإنضمام إلى فريق مولودية الجزائر قبل عامين من الآن لكنه ذلك لم يتم بسبب الطريقة التي عرضها عليه مسيرو العميد في الحصول على مستحقاته المادية والتي كانت ستتم على أجزاء وهو ما رفضه لكنه يعود الآن ويكشف بأنه إذا كانت عودته للعب مع نادي شارلوروا هي الأقرب إلا أنه لايستبعد الإنضمام إلى إحدى النوادي الجزائرية في حالة ما توصل معها إلى اتفاق مرض. لم يتعدى عقده الثالث ويريد المشاركة في نهائيات أمم إفريقيا للمرة الرابعة ويبقى هدف كراوش الأسمى هو العودة من جديد إلى الواجهة وهو الذي لم يتجاوز بعد عقده الثالث وطموحه كبير في حمل الألوان الوطنية من جديد والمشاركة لرابع مرة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بعد مشاركاته في دورات 2000، 2002 و 2004 ولأجل بلوغ هذه الأهداف وعد اللاعب الذي تقمص الألوان الوطنية وهو لم يتجاوز سن العشرين ربيعا بأن يضاعف مجهوداته والعمل بلا هوادة. سعيد بنجاح سعدان واشتاق كثيرا للجمهور الجزائري وفي ختام حديثه عبر صاحب الهدف الرائع في مرمى ليبيريا عن سعادته الغامرة بالنجاحات التي حققها المدرب الوطني رابح سعدان مع الخضر وتأهلهم إلى الدور التصفوي الأخير من الإقصائيات المزدوجة لكأس إفريقيا والعالم وشدد على اشتياقه الكبير للجماهير الجزائرية التي احتضنته دائما مؤكدا بأن مكانتهم ستبقى في قلبه إلى الأبد.