فقد، فجر أمس، سائق عربة ترامواي السيطرة عليها على مستوى محطة بن عبد المالك رمضان في قسنطينة، الأمر الذي أدى إلى خروجها عن المسار والارتطام بالجدار الخارجي لسجن الكدية، مما أدى إلى إحداث ثقب كبير فيه. الحادثة التي وقعت في حدود الساعة السادسة صباحا، لم تدل الجهات المعنية بأي تصريح حيالها بحجة انتظار نتائج التحقيق الميداني والأمني الذي من شأنه كشف ملابساتها، وهو ما سيتم الكشف عنه خلال ندوة صحفية ستُعقد اليوم على مستوى مقر «سيترام» المكلفة بتسيير المرفق على مستوى حي زواغي سلمان . وحسب مصادر مطلعة، فإن مصالح الحماية المدنية تدخلت في حدود الساعة السادسة صباحا، من أجل نقل سائق العربة المدعو «ن.غ» البالغ من العمر 37 سنة، إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى الجامعي ابن باديس بعدما تعرض لرضوض في الركبتين والحوض والذراعين، حيث تم إخراجه بصعوبة من غرفة القيادة، رفقة راكب واحد كان على متن العربة يدعى «م.م» يبلغ من العمر 62 سنة، هو الآخر نُقل إلى ذات المصلحة وتلقى إسعافات بسبب جروح طفيفة أصيب بها، ليتم تسريحهما في حدود الساعة العاشرة صباحا. وكانت المصالح الأمنية قد باشرت تحقيقاتها في ملابسات الحادثة التي تبقى مجهولة، حيث يجري العمل حاليا على مشاهدة أشرطة الفيديو المثبتة على مستوى العربة أو بالمحطة للوقوف على الملابسات، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر مطلعة أن السائق كان بصدد التوقف على مستوى المحطة الأخيرة «بن عبد المالك رمضان»، إلا أنه لم يتمكن من الفرملة فخرج عن السكة وطار قرابة ما يزيد عن 7 أمتار فوق الطريق المؤدي إلى ديوان الوالي باتجاه صور السجن محدثا ثقبا قطره 2.5 متر، وهي الحادثة التي كانت لتكون كارثية لو وقعت في ساعات الذروة التي تكون فيها العرببات ممتلئة بالركاب الذين باتوا يستغلون هذا المرفق بشكل دائم تفاديا للازدحام المروري في الخط المستغل. كما خلّفت الحادثة حالة هلع وسط نزلاء السجن ودفع بالحراس إلى تكثيف المراقبة لمنع أي محاولة هروب، مثلما كان عليها الحال منذ سنوات في حادثة احتراق عدد من الغرف وفرار بعض المساجين الذين تم القبض عليهم بعين المكان. جدير بالذكر، أن إدارة «سيترام» أوقفت حركة العربات على طول الخط إلى غاية ساعة متأخرة من المساء، وتم نقل العربة المتضررة إلى مرآب المؤسسة بزواغي سليمان بعدما تضررت بشكل كبير واختفت واجهتها الأمامية من شدة الاصطدام. النائب العام يأمر استعجاليا «ميترو الجزائر» ببناء الجزء المنهار من جدار السجن علمت «النهار» من مصادر قضائية مطلعة، أن النائب العام لمجلس قضاء قسنطينة «عبد اللي محمد»، قد وجّه أمرا استعجاليا إلى مؤسسة «ميترو الجزائر» ممثلة في مديريتها الولائية بقسنطينة والمسيّرة لمشروع ترامواي، لأجل القيام ببناء وترميم الثغرة الكبيرة التي تسبب فيها حادث ارتطام عربة القيادة للترامواي في الجدار العلوي والخلفي للمؤسسة العقابية الكدية، حيث شدد الرجل الأول في النيابة العامة للمجلس القضائي في أمره للمدير الولائي مؤسسة «ميتروالجزائر»، على ضرورة ترميم وبناء الجدار في أقرب الآجال من دون أن تتعدى 3 ساعات على أكثر تقدير. وحسبما ذكرته ذات المصادر، فإن النائب العام لمجلس قضاء قسنطينة، قد تنقل فورا إلى مكان الحادث إثر إخطاره به في الساعات الأولى للحادث، أين عاين الضرر الذي تسبب فيه لحساسية المكان المتضرر من الحادث المحاذي للزنزانات التي يتواجد بها النزلاء المتابعون في القضايا المصنفة بالجنايات كالمتهمين بجرائم القتل واستيراد وتصدير والاتجار في المخدرات وغيرها من الجنايات الثقيلة. الوزير عقد اجتماعا مع مسؤولِي «مترو الجزائر» و«سيترام» لجنة تحقيق من مفتشي وزارة النقل لمعاينة أسباب حادث «ترامواي» قسنطينة أكدت مصادر موثوقة ل «النهار»، أن وزير النقل والأشغال العمومية، بوجمعة طلعي، قد أوفد مساء أمس الثلاثاء محققين من مفتشي وزارة النقل إلى قسنطينة للاطلاع عن قرب على وقائع حادث ارتطام واصطدام ترامواي بالجدار الخلفي للمؤسسة العقابية «الكدية» في جهة ملعب بن عبد المالك رمضان، حيث كان منتظرا أن يتنقل موفدو الوزارة إلى مكان الحادث فور وصولهم آخر المساء، كما سيلتقي وفد المحققين من مفتشي وزارة النقل مع مدير «ميتروالجزائر» ومسؤولي مؤسسة «سيترام» الفرنسية المسيّرة ل«ترامواي» قسنطينة، بالإضافة إلى المدير الولائي للنقل، أين سيتم صياغة وتقديم تقرير مفصّل عن الحادث وخلفياته إلى المفتشين الذين سيضعونه على مكتب الوزير بوجمعة طلعي، حسبما أمر به فور إخطاره بالحادث الذي لا تزال أسبابه مبهمة، مما جعل مصالح الأمن تفتح تحقيقا مع معاينة مكان ارتطام واصطدام عربة الترامواي بجدار المؤسسة العقابية «الكدية» بعد أن تجاوز المحطة، من طرف عناصر الشرطة العلمية للمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن قسنطينة، في إطار إجراءات التحقيق الابتدائي في الحادث.