أطفال يُختطفون ويقتّلون وينكل بجثثهم بسبب الشعوذة والسحر نهال.. أحمد ياسين.. سامي.. نور الدين.. مريم وأنس وآخرون، براءة أزهقت أرواحهم واغتصبوا من قبل أقرب الناس إليهم متخفين وراء ستار الجن والشعوذة، فليس غريبا أن تنتشر الشعوذة ويستغل أبرياء فيها، وليس غريبا أن تُكتم أصوات البراءة بحجة الاضطرابات النفسية التي باتت تشكّل خطرا على الأطفال، حيث أن الأمر لا يقل خطورة عن الاغتصابات التي طالت العديد من الأطفال، في ظاهرة دخيلة انتشرت بكثرة في المجتمع الجزائري، في ظل غياب قانون وإجراءات رادعة للحد منها. امرأة تذبح ابنيها في قسنطينة اهتز حي الرائد منتوري محمد الشريف المعروف في أوساط سكان مدينة قسنطينة بحي «البوسكي»، على وقع جريمة قتل شنيعة نفّذتها أم في حق فلذتي كبدها بعدما قامت بذبح طفلتها «مريم» التي لم تتجاوز أربع سنوات من العمر، وشنق ابنها «أنس» البالغ من العمر 8 أشهر، حيث لم تكتشف الجريمة النكراء إلا في ساعة متأخرة من المساء، أين تدخل أعوان الحماية المدنية لنقل الأم البالغة من العمر 34 سنة إلى المستشفى بعد أن كانت في حالة هستيريا، أثناء ارتكابها جريمتها النكراء.وحسب المعطيات المتوفرة لدى «النهار»، فإن الأم موظفة في إحدى المؤسسات العمومية، وظلت في عطلة غير مدفوعة الأجر منذ قرابة السنتين، رغم أنها لم تكن تعاني من أي مشاكل اجتماعية، غير أنه في الآونة الأخيرة وحسب مقربين منها كانت تعاني من بعض الاضطرابات التي استدعت إخضاعها للرقية قبل ارتكابها للجريمة النكراء في حق طفليها البريئين، لتلفظ هذه الأخيرة أنفاسها بعد صراع نفسي عسير، متأثرة بسكتة قلبية في مستشفى الأمراض العقلية بجبل الوحش بأعالي مدينة قسنطينة، بعد ارتكابها للجريمة قبل 15 يوما. أم تلقي ابنيها من الطابق الرابع في تيبازة أقدمت امرأة بحي 98 مسكنا ببلدية حجوط في ولاية تيبازة على رمي ابنيها من الطابق الرابع، ويتعلق الأمر بكل من «سامي» 10 أشهر و«نور الدين» صاحب ثلاث سنوات، حيث لقيا مصرعهما في عين المكان، لتقوم الأم بالانتحار بعدها ورمي نفسها من ذات الطابق، لتنقل إلى المستشفى متأثرة بإصابات خطيرة، أين لقيت مصرعها هي الأخرى مساء يوم الحادثة، حيث ذكرت مصادر «النهار» أن الجانية كانت تعاني من اضطرابات نفسية. أستاذة تذبح ابنتها في البويرة وتعرضت «ليديا» صاحبة 15 سنة بولاية البويرة إلى الذبح بواسطة سكين على يد والدتها التي تشتغل أستاذة، حيث تم عرض الوالدة الموقوفة على قاضي التحقيق بمحكمة الأخضرية، والذي أمر بإيداعها الحبس المؤقت وعرضها على طبيب نفساني، في حين أشارت بعض المصادر إلى احتمال معاناة الوالدة من اضطرابات نفسية وعدم التحكم في تصرفاتها بفعل نرفزتها الشديدة، خاصة أنها كانت تخضع لحصص رقية في الفترة الأخيرة، بعدما كانت تعاني من آثار مس قد يكون سببا في دفعها إلى ارتكاب فعلتها من دون وعي أو إدراك. الشعوذة تستحوذ على الأطفال و«نهال» تقتل بعد 13 يوما من اختفائها لاتزال البراءة في الجزائر تُغتال على أيادي أقاربهم المشعوذين، من أجل القيام بأبشع الطقوس والشعوذة كالسحر وتعطيل الزواج، عن طريق استعمال أشلاء الموتى، ليكون الضحايا الأطفال فريسة سهلة لتنفيذ المجرمين لعملهم.من جهتها، اختفت الطفلة «نهال سي محند» ذات الثلاث سنوات من قرية آيت علي ببلدية أيت تودر بولاية تيزي وزو، بعد أن كانت في زيارة مع أهلها الذين يقطنون بمدينة وهران لحضور حفل زفاف لأقارب العائلة، لتختفي عن الأنظار بعد خروجها للعب مع الأطفال أمام المنزل العائلي حسب أقاربها، غير أن مصادر «النهار» كشفت أن الطفلة «نهال» تم قتلها في اليوم الذي اختطفت فيه من دون تحديد طريقة القتل، خاصة أن عظام الفتاة تعرضت للعض والكسر من قبل حيوانات مفترسة في الغابة التي وجدت فيها، الأمر الذي صعّب من تأكيد فرضية قتلها من طرف خاطفين أو افتراسها من قبل حيوانات، ومما زاد من تعقيد عملية الوصول إلى الحقيقة الكاملة أنه لم يتم العثور على الجثة كاملة، وبعد التحقيقات تبين أن القاتل هي امرأة مقربة من العائلة قتلت «نهال» بدافع الشعوذة. العثور على «محمد ياسين» مقطعا إلى أشلاء في كيس بلاستيكي اختفى «ياسين أحمد» صاحب الست سنوات من ولاية بشار، منذ يومين، بعد خروجه للعب رفقة أصدقائه، غير أنه لم يعد إلى المنزل، بعدها دخلت العائلة في رحلة بحث عنه، ليتم إيجاده من قبل بناء في ورشة للبناء داخل كيس بلاستيكي مقطّع إلى أجزاء ومنكل بجثته التي كانت مقطعة إلى نصفين والجمجمة متفحمة، حيث أمر وكيل الجمهورية بفتح تحقيق حول القضية لمعرفة ملابسات الجريمة. من جهتها، تمكنت الجهات الأمنية من اعتقال امرأة وثلاث من بناتها، بتهمة اختطاف الطفل «ياسين» وقتله وهن من أقارب عائلة الضحية، وأفادت المصادر أن دوافع القتل قد ترجح لأسباب قيام المرأة بطقوس الشعوذة. من جهتهم، طالب المواطنون في عديد من المرات بضرورة تفعيل عقوبة الإعدام على قاتلي ومختطفي الأطفال، بعد أن تصاعد منحنى اغتيال الأطفال في الجزائر، لتبقى دماء البراءة تسيل من دون أن تجد من يحفظ لها حرمتها. تصبن بها خلال الحمل أو الولادة الإضطرابات النفسية والعصبية وراء قتل الأمهات لأبنائهن أكد البروفيسور، ولد طالب محمود، رئيس مصلحة طب الأمراض العقلية للأطفال بمستشفى الأمراض العقلية دريد حسين، بأن الجرائم التي ارتكبتها أمهات بقسنطينة وتيبازة في حق فلذات أكبادهن مرتبطة بإضطرابات نفسية تظهر أثناء الحمل أو الولادة. ووصف البروفيسور ولد طالب محمود، على هامش المؤتمر المغاربي للأمراض العقلية، بأن جرائم قتل الأطفال مرتبطة باضطرابات نفسية تطرأ أثناء الحمل أو الولادة، والتي لم يتم علاجها في الوقت المناسب، وهي أمراض تتطور مع الأسف على مدار سنوات، وهن نساء لم يتلقين العلاج النفسي اللازم في الوقت المناسب، لذا تتدهور صحتهن العقلية ويصبن بإنفصام الشخصية والإحباط الشديد، وقال البروفيسور، إن هؤلاء الأمهات يتعرضن إلى مضاعفات مع محاولات للانتحار سواء فردية أو مع آخرين. ويرى نفس الأخصائي بأن الوقاية الوحيدة ضد مضاعفات الاضطرابات النفسية تكمن في الحصول على العلاج، مشددا على أن كل امرأة تواجه صعوبات نفسية يجب أن تحظى بالعلاج، في أسرع الآجال. وحسب البروفيسور رتيبة عز الدين رئيسة مصلحة الاستعجالات للأمراض العقلية، بالمركز الاستشفائي الجامعي لوهران، فإن الاضطرابات العقلية تعد مرضا مثل غيره من الأمراض التي تتطلب العلاج. وأشارت إلى أنه في سياق الانفعال الشديد والأوهام، انتقلت النساء إلى الفعل، ووضعن حدا لحياتهن وحياة أبنائهن، إذ كن مريضات من قبل ولكن أقاربهن لم يدركوا خطورة حالاتهن العقلية. وأبرزت الأخصائية، أنه في غياب العلاج والتكفل، يمكن للنتائج أن تكون كارثية مثلما حدث بقسنطينة والحجوط بولاية تيبازة، ويبقى الفحص في طب الأمراض العقلية مع الأسف من «الطابوهات»، ولا سيما حينما يتعلق الأمر بالنساء. من جهته، أشار البروفيسور، محند طيب بن عثمان، رئيس مصلحة طب الأمراض العقلية بالمركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا، إلى أنه حينما تكون المرأة عرضة لعدة مشاكل اجتماعية واقتصادية وعائلية وعاطفية في آن واحد، يمكن أن ترتكب جرائم فضيعة كتلك التي وقعت في قسنطينة وتيبازة، حيث تسمى هذه الحالة بالانتحار الغيري، لأن المرأة تقرر وضع حد لحياتها مع أطفالها.