دعا رئيس الحكومة، عبد العزيز بلخادم، المستثمرين العرب في السوق الجزائرية، إلى الشروع في تجسيد مشاريعهم خلال السنة الجارية، رئيس الاتحاد العربي لغرف التجارة و الصناعة ل "النهار": السلطات الجزائرية تمارس بيروقراطية رهيبة و"الخليفة" أرعبت المستثمرين" حبيبة محمودي طالب رئيس الاتحاد العربي لغرف التجارة و الصناعة و الفلاحة، عدنان قصار، السلطات الجزائرية بالتخفيف من حد التماطل الإداري الممارس في حق المستثمرين العرب و أولئك الراغبين في الاستثمار بالسوق الجزائرية، كما ألح على ضرورة تشديد الرقابة في القطاع المالي تفاديا لتكرار سيناريو "بنك الخليفة" ،الذي قال بشأنه انه أثار رعبا في وسط المستثمرين العرب آنذاك. و قال قصار، في تصريح خص به "النهار" على هامش أشغال الملتقى الاقتصادي الجزائري، أن الاقتصاد الجزائري ينفتح بشكل بطيء على الاستثمار العربي، مقارنة بالاستثمار الغربي، و اعتبر طريقة انفتاحه أمام المستثمر العربي بالموروثة و الناجمة عن البيروقراطية المنتهجة بشكل يثير الاشمئزاز أمام هذا الأخير. و في رده على سؤال يتعلق بمدى تأثير التفجيرات الأخيرة التي عرفتها الجزائر على المستثمرين العرب، قال قصار أن الإرهاب أصبح ظاهرة دولية و لايمكن الاستسلام له تفاديا للركود الذي يمكن أن يمس الاقتصاد العربي، موضحا أن تناول الصحافة الأجنبية للجانب الأمني بالجزائر يتنافى تماما و الواقع الذي يعيشه المستثمرون على اختلاف جنسياتهم في السوق الجزائرية، التي وصفها بالواعدة و المشجعة على خلق استثمارات أخرى في القطاع المالي. و تأسف قصار خلال مداخلته في أشغال الطبعة الثالثة للملتقى الاقتصادي الجزائري، من ارتفاع نسبة البطالة إلى سقف 30 بالمائة في المنطقة العربية، مطالبا الجهات الوصية بخلق فرص عمل أكثر للتخفيف من الظاهرة، التي تعتبر بدورها من جملة المعوقات التي تعترض طريق القطاع الخاص، مشيرا في سياق متصل إلى أن نجاح العمل الاقتصادي العربي يقتضي توفير الإرادة السياسية و الخروج من الدائرة الضيقة إلى رحاب التنمية، "إذ لا يمكن تجسيد ذلك إلا من خلال ربط المصالح العربية". و إلى توقفهم عن الإعلان عن نوايا الاستثمار التي سئمنا من سماعها، وقال "كفانا من سلسلة الإعلانات عن نوايا الاستثمار العربي بالجزائر"، و أضاف أن الجزائر وفرت جل الإمكانيات التي من شأنها تدعيم فرص المستثمرين العرب، و انه "ما يحدث من تأخير في تجسيد الاستثمارات العربية ناجم عن تماطل المستثمرين في حد ذاتهم" . من جهته، دعا وزير الصناعة و ترقية الاستثمارات، عبد الحميد تمار، في مداخلته خلال انطلاق أشغال الطبعة الثالثة للملتقى الاقتصادي الجزائري، رجال الأعمال العرب إلى المغامرة بالسوق الجزائرية، بمعنى المخاطرة وعدم الاكتفاء بما هو جاهز ، و إضفاء أبعاد أخرى جديدة لها، وأوضح أن الاستثمار الأجنبي المباشر أصبح يلعب دورا هاما في تعزيز القدرة الشرائية للمواطن العربي، مضيفا أن استقرار الاقتصاد العربي بوجه عام و الجزائري بوجه خاص يتطلب تقويم التوازنات الكبرى التي يقوم عليها الاقتصاد العالمي. و في حديثه عن الإستراتيجية الصناعية التي انتهجتها البلاد، قال تمار" أن إستراتيجيتنا تأخذ بعين الاعتبار التحولات العميقة الحاصلة على المستوى العالمي"، مشيرا الى أن الإستراتيجية الاقتصادية بشكل عام ترتكز على عاملين أساسيين، يتمثل الأول في العمل على تغيير النظام الاقتصادي الذي يؤكد بدوره على ضرورة إصلاح الإنتاج الوطني، فضلا عن إنشاء إطار مؤسساتي اقتصادي و إصلاح النظامين و المالي و البنكي على حد سواء، إلى جانب العمل على إصلاح النظام العقاري و تطهير السوق. بينما الثاني يتمثل في تعزيز جهاز الإنتاج الذي يتطلب بدوره ترقية الاستثمارات، حيث أوضح في هذا الشأن أن اللجوء إلى خوصصة المؤسسات العمومية البالغ عددها 350 مؤسسة منذ 2003 على أن يتم خوصصة 100 أخرى في السداسي الثاني من السنة الجارية، هي بمثابة وسيلة لتطوير و الحفاظ على الجهاز الإنتاجي ككل.و اعتبر مسؤول القطاع في معرض حديثه أن المؤسسة الجزائرية ليس لها أي نجاعة وأنها بحاجة ماسة إلى عملية تأهيل، ليضيف قائلا" تعزيز الإنتاج الوطني مرتبط بسبل تأهيل النظام القضائي و بتوفير الموارد البشرية، إضافة إلى تطوير البناء التحتي".