تضبط الجماهير الكروية الجزائرية عقارب ساعاتها عند الساعة الثانية والنصف غدا الأحد، وتشد أنظارها نحو ملعب «لوبومباشي» بالكونغو، أين سيكون نادي مولودية بجاية على موعد مع الحلم، حين يواجه مضيفه نادي تي بي مازيمبي في إياب نهائي كأس «الكاف»، في لقاء تاريخي لأبناء يما ڤورايا الذين يعولون على كتابة أسمائهم في السجل الذهبي للساحرة المستديرة في القارة السمراء، بتعليق أول نجمة على قميص الفريق الأكثر شعبية في بجاية، في أول مشاركة قارية للنادي الذي لم يعول عليه أحد في البداية لتجاوز دور المجموعات في أفضل الأحوال. هذا ولن تكون مهمة «الموب» سهلة في مباراة اليوم، أمام واحد من أفضل الأندية على الصعيد القاري، وحامل لقب رابطة أبطال إفريقيا للموسم المنصرم، الذي يصبّ عامل الخبرة في صالحه، إلا أن المستوى الكبير الذي قدمه رفقاء المتألق فوزي يايا في مباراة الذهاب بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، الأسبوع الفارط، رغم نهايتها بالتعادل الإيجابي بهدف في كل شبكة، يبعث على التفاؤل بقدرة ممثل الكرة الجزائرية على مجاراة النادي الكونغولي والعودة بالتاج القاري الغالي من أدغال إفريقيا. الغيابات تضرب التشكيلة وبعوالي وسيديبي لتعويض لخضاري وبن ملوكة على صعيد التشكيلة، تعاني مولودية بجاية من غيابات كثيرة في مباراة اليوم، وعلى رأسها غياب محوري الدفاع لخضاري وبن ملوكة بسبب العقوبة وبن شريفة للإصابة، وهو ما دفع بالمدرب سنجاق إلى تجهيز متوسطي الميدان الدفاعيين سيديبي وبعوالي لأخذ مكانهما في محور الدفاع، خاصة أنهما سبق لهما اللعب في هذا المنصب في لقاءات سابقة وقدما المطلوب منهما، إلا أن سنجاق يبقى متخوفا من نقص الانسجام بينهما أمام منافس يملك هجوما جيدا وسريعا، كما يشكل غياب المهاجم يوسف تواتي، الذي رفض التنقل مع التشكيلة إلى الكونغو بسبب مستحقاته العالقة، ضربة موجعة أخرى للطاقم الفني الذي كان يعول على اللاعب المغترب ولو كبديل في الحالات الاضطرارية، بعدما لم يقدم المنتظر منه في المواعيد الفارطة، ومن المنتظر أن يجدد سنجاق الثقة في عثماني على الجهة اليسرى لتعويضه، حيث سيكون رحماني في الحراسة، صالحي وخذير ظهيرين أيسر وأيمن على التوالي، إضافة إلى فرحات ورحال في وسط الميدان ويايا ومورغان في الهجوم. المدرب يركز على العامل النفسي.. يحذر من التسرع ويعول على الكرات الثابتة هذا وركز الطاقم الفني بقيادة سنجاق ومساعده لخضر عجالي على التحضير النفسي للاعبين، لتخفيف الضغط عنهم ، كما تم التركيز على الكرات الثابتة في تدريبات الفريق، كما خصص سنجاق تدريبات خاصة للمدافعين على ذات الكرات لتفادي تلقي أهداف من الكرات الثابتة، ولم يغفل الناخب الوطني سابقا على تحذير أشباله من التسرع وخضع لاعبو «الموب» ، إلى عمل بدني كبير، ليكونوا في قمة مستواهم ، كما جهز سنجاق لكل السيناريوهات المتوقعة، ومنها خوض الشوطين الإضافيين في حال نهاية الوقت الأصلي بالتعادل بهدف في كل شبكة، أين طالب لاعبيه بتوزيع طاقاتهم بشكل ، كما حضر مدرب الحراس، الياس بن حاحة، حارسه شمس الدين رحماني لركلات الترجيح، التي ركز عليها في التدريبات وحضّره من الناحية النفسية ليسيّر الضغط بطريقة جيدة في اللقاء. سنجاق يبحث عن ثاني تتويج قاري بعد 2001 مع شبيبة القبائل على الصعيد الشخصي، يستهدف المدرب ناصر سنجاق التتويج القاري الثاني له في مشواره التدريبي وفي كأس «الكاف» على وجه الخصوص، بعد تتويج الأول سنة 2001 عندما كان على رأس العارضة الفنية لنادي شبيبة القبائل، ليجد نفسه بعد 15 سنة على موعد مع تتويج جديد رفقة فريق قبائلي آخر، وهو ما أكده المدرب شخصيا حين أشار إلى أنه لا يرغب في تضييع فرصة انتظرها 15 سنة كاملة من أجل إضافة ثاني الألقاب الإفريقية إلى خزائنه الشخصية. طاقم سنغالي لإدارة المباراة واللاعبون متخوفون هذا ويبقى الهاجس الكبير للاعبين هو التحكيم الذي يتخوفون منه كثيرا، ومن محاباته لأصحاب الأرض والتحيز لهم، وهو السيناريو الذي عانت منه الكثير من الأندية الجزائرية في أدغال إفريقيا، وهو ما جعل الطاقم الفني يتحدث إلى اللاعبين ويطالبهم بالتركيز على اللعب فوق المستطيل الأخضر وتفادي الدخول في الحرب النفسية للاعبي المنافس أو مناقشة قرارات الحكم السنغالي «مالانغ ديوديو»، الذي عينته «الكاف» لإدارة المواجهة بمساعدة مواطنيه «جبريل كامارا» و«الحاجي مليك سامبا». عثماني: «لن ندع المشاكل تحرمنا من فرصة العمر وسنسعد الشعب الجزائري» أكد محمد ياسين عثماني، متوسط الميدان الهجومي للموب، عزمه ورفاقه على رفع التحدي والعودة باللقب الإفريقي من لوبومباشي، حيث صرح في هذا الشأن قائلا: «لقد وضعنا المشاكل خلف ظهورنا وسننساها إلى غاية العودة إلى الجزائر، لن ندعها تحرمنا من فرصة العمر، سنلعب مباراة حياتنا وسنسعد أنصارنا وكل الشعب الجزائري».