فصلت محكمة جنايات العاصمة، في ملف أخطر شبكة وطنية لتزوير عملة الدولار الأمريكي، تضم 10 أفراد يتزعمها محام وطالبان جامعيان كانوا بصدد إغراق ساحة السكوار في العاصمة ب 20 مليون دولار أمريكي، فيما تم حجز 9 ملايير سنتيم من عائدات بيع العملة المزورة، وكانت تعمد الشبكة إلى توجيه العملة المزورة إلى رعايا صينيين يقطنون بالجزائر، أدين بموجبها المتهمون بعقوبات أقصاها 10 سنوات سجنا نافذا عن تهم تكوين جماعة أشرار وتزوير أوراق نقدية والمساهمة في إصدار وبيع النقود المزورة. وينسب للمتهم المدعو «م.ن» المكنى»التبسي» تزعم الشبكة الوطنية لتزوير عملة الدولار الأمريكي، الذي كان يعقد صفقات بالملايير من تداول العملة الصعبة لفائدة رعايا صينيين مقيمين بالجزائر، آخرها صفقة بيع 20 مليون دولار أمريكي مزوّرة، وكان ينشط لجانب المتهم الرئيسي 9 آخرين، من بينهم محام وطالبان جامعيان وصاحب قاعة شاي و«كلوندستان»، الذين ينحدرون من منطقة درارية وبلكور والكاليتوس وتيبازة. وحسبما توصلت له التحريات العلمية، فإن أفراد الشبكة كانوا يقومون بتزوير العملة باستخدام الزئبق، فيما كانت توجه العملة الصعبة من فئة الدولار الأمريكي إلى ساحة الأمير عبد القادر بالعاصمة، حسبما جاء في تصريحات الشاكي، الذي أفاد خلال تقدمه من أجل إيداع شكوى لدى مصالح الأمن أنه خلال تواجده على مستوى ساحة البريد المركزي تقدم منه شخص يدعى «م.م» طالبا منه إيجاد شخص يريد شراء العملة الصعبة مزوّرة بالدولار، وقدم له نموذجا عن ورقة من فئة 100 دولار، وهو ما جعله يتقدم لمصالح الأمن التي تنقلت إلى عين المكان بالزي المدني وتعمدت ترصد طول شارع العربي بن مهيدي في العاصمة ليوم كامل، أين اتصل المشتبه فيه بالمشتكي منه ليحدد له موعدا، مما مكن مصالح الأمن من توقيف ثلاثة متهمين متلبسين بحيازة 170 ورقة مزوّرة من فئة 100 دولار أمريكي، فيما تم حجز 800 ورقة لدى المتهم الثاني جميعها من فئة 100 دولار، كما تم إيجاد ما يفوق 12 ألف دولار تحت معقد السائق. وحسب تصريحات أحد المتهمين، فإنهم يقومون ببيع 100 دولار ب 1500 دج، وعن مصدرها، فقد أكدوا أنهم يحصلون عليها من عند رعايا أفارقة متواجدين في الجزائر ويتم ترويجها باستعمال سيارة «كلوندستان»، كما اعترف أحد الموقوفين بأنه على علاقة وطيدة مع إطارات البنوك، وأن الرعايا الصينيين هم من كانوا يطلب العملة المزوّرة، حيث طلبوا منه مؤخرا مبلغ 20 مليون دولار أمريكي مزورة، هذا وبلغت قيمة الأموال المزورة ما يقارب تسعة ملايير دينار، والتي كانت تستعمل فيها مادة الزئبق التي يبلغ قيمة الغرام الواحد منها «ملياري سنتيم». كما توصلت التحريات إلى أن أحد المتهمين، وهو صاحب مقهى بأحد أحياء بلوزداد، الذي اعترف بترويج العملة الوطنية المزورة التي يجلبها له طالبان جامعيان يستعملان فيها العطر الخاص بالأموال والمستعمل في استخراج الكنوز والتي تبلغ قيمة 20 مليون سنتيم ويقومان بترويجها على متن السيارة إو قاعة الشاي.