كل منا يسعى إلى تقوية إيمانه بالله تعالى، فهذه الحياة مليئة بالمغريات والمنكرات التي تجذبنا وتبعدنا عن طريق الهداية، ومن يسلك هذا الطريق الخاطئ فإن إيمانه بالله تعالى يبدأ بالنقصان، ويخسر الجنة ونعيمها بفعل الشيطان الوسواس الذي تعهد بإضلال البشر، منذ خلق سيدنا آدم عليه السلام، فالعبد الصالح الذي يحب الله تعالى ودينه القويم ورسوله الكريم يراجع نفسه ويصححها في حال انحرفت عن طريق الهداية، فتراه يبحث عن الوسائل التي تزيد من إيمانه بالله تعالى وتقوّيه. إن الإيمان بالله تعالى هو الإيمان بصفاته وأسمائه ووحدانيته، والقيام بما أمر به الله تعالى من أمور واجبة والابتعاد عن ما نهى عنه من محرمات، وكلما كان العبد متبعا لسنة الله تبارك وتعالى ونهجه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ونهجه، كان قويّ الصلة بالله تعالى، لاتباعه أوامر الله تعالى ورسوله والابتعاد عن النواهي. ويقوّي الشخص المسلم إيمانه بالله تعالى في معاملاته مع الناس وعمله الصالح، وقول لسانه وعمل جوارحه، فيجب أن يشمل الإيمان بالله تعالى كل ما ظهر من الإنسان وما بطن، قال الله تبارك وتعالى: «ولكن الله حبّب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم»، وقوله تعالى: «فآمنوا بالله ورسوله»، وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «جددوا إيمانكم فإن الإيمان يبلى كما يبلى الثوب»، فقالوا: ما نقول يا رسول الله: قال: «قولوا لا إله إلا الله»، فالإكثار من توحيد الله عز وجل والاستغفار والدعاء لله تعالى من أهم الأعمال التي يقوّى بها المسلم صلته بربه، لأنه يعلم أن الله تعالى سيجيب دعاءه وأنه دائما معه في جميع الظروف، ويعلم أن الخير من عند الله تعالى وحده. والزكاة تعمل على تقريب العبد إلى ربه لما لها من فضل عظيم عند الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهي واجبة على كل مسلم ومسلمة كل حسب استطاعته. معاملة الآخرين بالتي هي أحسن ومقابلة الإساءة بالحسنة، امتثالا لأوامر الله تعالى والاقتداء بالرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه كان لا يرد الإساءة بمثلها، والصبر والتحمل على مصاعب ومصائب الدنيا، والدعاء لله تعالى أن يحسّن الحال وعدم القنوط من رحمته، لأنه دائما يختار لنا الأفضل أسأل الله ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى. @ عبد الله/ الشلف