كشفت الجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الوسط عن تخطيطهم من داخل أسوار المؤسسة العقابية بسجن سركاجي، من أجل عرض مبالغ بالعملة الصعبة على عناصر الدعم والإسنادلتسهيل عملية تزويدهم بالمواد المتفجرة والصواعق، وهذا بعد عمليات الصد التَي فرضتها عليهم تضييقات مصالح الأمن في إطار مكافحة الإرهاب. وتبيَن من خلال الملف القضائي للمتهمين الأربعة خلال مثولهم أمام محكمة جنايات العاصمة أنَه بعد انتهاء محكومية كل من «ب.ا» و«ق.ر» التحقا مجددا بمعاقل الجماعات الإرهابية، مما جعل هيئة المحكمة تدينهما على التوالي غيابيا بالسجن المؤبد و20 سنة سجنا نافذا، فيما مثل المدعو «خ.ب» لمواجهة جناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة وإعادة طبع التسجيلات التي تشيد بالأعمال الإرهابية، وحيازة مواد تدخل في صناعة المتفجرات والتزوير واستعماله وعدم التبليغ عن جناية. وتعود وقائع القضية إلى شهر أوت من سنة 2010، بعد إلقاء القبض على المتهم الرئيسي «ب.أ»، وبعد عملية تفتيش منزله ضبطت صواعق وأقراص مضغوطة تحرض على الجهاد، بالإضافة إلى عدد من المطبوعات التي تتحدث عن التنظيمات الإرهابية في كل من أفغانستان وإيران، و50 شريحة هاتف نقال، وقد أسفرت عملية استنطاق هذا الأخير عن كشف هوية بقية عناصر جماعة الدعم والإسناد التابعة لكتيبة «الفتح» الناشطة في كل من بومرداس، البويرة وتيزي وزو والعاصمة وخلال التحقيق معه كشف أنهم انضموا الى الجماعات الإرهابية بعدما تعارفوا داخل سجن سركاجي وقرروا تشكيل خلايا لمساندة الإرهاب، بعد نهاية عقوبتهم، فكان أول لقاء جمع المتهمين بالمؤسسة العقابية، حيث عملوا على تمويل الجماعات الإرهابية بالمتفجرات التي ضبطتها مصالح الأمن، وكذا تأمين سيارات للتنقل وتنفيذ العمليات الانتحارية، كما أنهم ساعدوا العناصر الإرهابية المبحوث عنهم من طرف مصالح الأمن في الاختباء، ونقلهم إلى غاية مدينة تلمسان بالغرب الجزائري. كما صرح المتهم الرئيسي أن الجماعات الإرهابية أرسلت له مبلغا ماليا بالعملة الصعبة قدر ب1000 أورو مع أحد الإرهابيين يدعى «موسى»، لشراء سيارة وتأمين المؤونة ومختلف الأغراض من هواتف نقالة وشرائح. وأضاف المتهمون بأنهم كانوا يتنقلون إلى عدة مناطق من إجل تسليم الصواعق للإرهابيين وهذا باستعمال هويات مزَورة، كما أفاد أنَه من قام بتجنيد المتهم «ح.ب» الذي اقتنى لصالح الإرهابيين 20 شريحة بغرض استعمالها ثم إتلافها حتى لا تتمكن مصالح من تعقبهم، إلى جانب أنه رافقه إلى جبال جرجرة، أين كان في انتظارهم الإرهابي الخطير المكنى «أسامة» رفقة إرهابيين آخرين مدججين بأسلحة كلاشنيكوف، إلاَ أنَ المتهم «ح.ب» أنكر الوقائع جملة وتفصيلا، مصرحا أنه تعرف على المتهمين بسجن سركاجي سنة 2006، والتقى مجددا بالمتهم الرئيسي بسوق الحراش أين كان بصدد شراء سيارة. وبعد المداولات القانونية، أقرت المحكمة بإدانته بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا.