عباسي مدني كان له طموح ليكون أكثر من رئيس على شاكلة الخميني في إيران كشف القيادي السابق في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة والمنشق عنها، أحمد مراني، أن الجنرال الراحل، إسماعيل العماري، نائب رئيس جهاز الأمن والاستعلامات، هو من كان وراء تزويج زعيم ما يعرف ب«الفيس» عباسي مدني، بامرأة ثانية، وأن وزير التربية الأسبق، أبو بكر بن بوزيد، هو من خطبها له شخصيا باعتبارها كانت موظفة بقطاعه . وروى الوزير الأسبق والمنشق عن حزب «الفيس» المحظور، تصريحات وشهادات تذكر لأول مرة خلال نزوله ضيفا على برنامج «زاد في مزاد» على قناة «النهار»، القصة الكاملة لزواج عباسي مدني للمرة الثانية، حيث قال «عندما كان في الإقامة الجبرية وبعد خروجه من السجن، قام الجنرال إسماعيل العماري بالبحث عن زوجة ثانية لعباسي مدني، لأن الزوجة الأولى رفضت البقاء معه في الجزائر بحجة أن أولادها كانوا في الخارج فتركته، فاضطر عباسي حينها للبحث له عن إمرأة أخرى، فوقع اختيار العماري على إمرأة كان تشتغل أستاذة، لذلك كلّف الجنرال الراحل حينها وزير التربية، أبو بكر بن بوزيد، بالحديث معها ومفاتحتها بالموضوع، وراح بن بوزيد بعد ذلك يطلب يدها من أجل خطبتها لعباسي مدني. كما تطرق أحمد مراني إلى القصة الكاملة لتأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وكذا أفكار كل من عباسي مدني وعلي بن حاج داخل الحركة الإسلامية، إلى جانب الإضراب السياسي الذي كان هدفه إسقاط نظام الرئيس السابق الشاذلي بن جديد، وبداية التصادم مع السلطة. كما عرّج ضيف «زادي في مزاد» على مسار الحركة الإسلامية في 1982 بعد دخول عباسي مدني السجن، حيث أكد أن الحركة اغتنمت ظروف 1986 لاتهام السلطة بالضعف والضياع، قائلا «منذ موت بومدين والسلطة لم تكن في المستوى، كانت دائما بعيدة عن مهمتها وفي ضعف وضياع، والعجز عن إيجاد الحلول المشاكل الموجودة في البلاد، خاصة وأنه كان هناك استبداد، ليس لديك الحق في معارضة السلطة، كل هذا كان سببا لأحداث أكتوبر والثورة ضد النظام القائم». وأضاف أحمد مراني قائلا: «لم نكن نتنبأ بأحداث 5 أكتوبر 1988، وأنا لم أشارك فيها لأنني لم أكن أفهم سبب هذا الحراك باعتبار أن تصور الحركة كان إصلاح المجتمع، لأن قناعتي كانت دائما بأن الإسلام ليس فيه سياسة وإنما مبادئ، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يمارس السياسة». كما كشف أحمد مراني أن رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى هو من أبلغه بتعيينه وزيرا للشؤون الدينية.
وراح مراني يكشف عن طموحات كل من زعيمي «الفيس» المحل خلال فترة بداية التسعينات، حيث قال إن عباسي مدني كان لديه تصور أن يكون أكثر من رئيس، فقد كان يرغب في أن يصبح قائدا أعلى للثورة على شاكلة الخميني في إيران، فيما كان علي بن حاج على عكسه تماما، حيث لم تكن لديه نظرة لاعتلاء السلطة وإنما للإصلاح، على حد قوله.