أعلن قياديون بارزون في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلّة، دعمهم لرئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، في رئاسيات 17 أفريل الجاري، ويأتي هذا الموقف بعد أقل من 24 ساعة من إعلان زعيم الفيس عباسي مدني، مقاطعة الجبهة للاستحقاقات القادمة. ورفض أعضاء من مجلس شورى الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، ويتعلق الأمر بكل من وزير الشؤون الدينية سابقا، أحمد مراني، ويحيى بوكليخة، وكمال بوخضرة، الانصياع لبيان الشيخ عباسي مدني، الذي أصدره من منفاه بقطر أول أمس، والذي أعلن فيه رفض الفيس المشاركة في انتخابات محددة النتائج سلفا لصالح مرشح عاجز استحوذت عليه بطانة سوء". وأوضح المعنيون في بيانهم المعنون ب"إعلان تذكرة ومساندة" أن دعمهم للأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، جاءت من باب الدعوة لمواجهة الفتنة وغلق بابها"، وليس تحاملا ضد "أخينا المريض عبد العزيز بوتفليقة الذي واجبنا عيادته والدعوة له بالشفاء وبحسن الخاتمة". وحذّر القياديون المنشقون عن الفيس، مما وصفوه بالغلو في "احتكار حب الوطن، على فئة معينة، وإقصاء كل من يرى حبه للوطن بالتجديد وتحديث وإصلاح ومساهمة الجميع بدون حسد وحقد ومس للحرمات"، حتى لا تتكرر مأساة الغلو في الدين التي عرفتها الجزائر تسعينيات القرن الماضي على حد تعبيرهم. وانتقد رموز الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة احتكار السلطة بمنطق التخويف، مبرزين أن الرئيس بوتفليقة مريض وعاجز، والله رفع عنه كل التكاليف الشرعية من صوم وحج وصلاة وجهاد، فما بالكم بإمارة الأمة؟ معتبرين مسألة ترشيح الرئيس بوتفليقة، لولاية رابعة تجاوزا على حكم الله وتعسيرا على الرجل وتضييقا عليه. ووجه هؤلاء نداء لمن وصفوهم بعقلاء الأمة للتجنيد في دعوة الشعب للاصطفاف وراء رجل متمكن من قواه، وتتوفر فيه شروط القيادة الحكيمة والرحيمة، في إشارة منهم إلى رئيس الحكومة الأسبق، علي بن فليس، مبرزين امتلاك الجزائر لمقومات النجاح والفلاح من مال ورجال. ورغم "الانقسام" الحاصل في هرم قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلّة، خاصة بعد انتقاد زعيم ما عرف بالجيش الإسلامي للإنقاذ (الذراع المسلح للحزب) لعباسي مدني، وتأكيده على أن إطارات وقواعد الفيس لا تزال في مشاورات، ولم تفصل بعد في موقفها من الاستحقاق القادم، لم يمنع ذلك المترشحين لاستعطاف قواعد الفيس، في تجمعاتهم الشعبية، من خلال اللعب على وتر تسوية وضعيات المتضررين من مأساة الأزمة الوطنية، نظرا لحكم الوعاء الانتخابي لأنصار الحزب المحل في ظل العزوف الانتخابي الذي أصبح يهدد الموعد القادم أكثر من أي وقت مضى.