فيما تزال معظم شركات قطاع الانتاج السمعي البصري الخاصة، تتعامل مع التلفزيون الجزائري بمنطق ''واش يدير الميت في يد غسالو؟!''، شذت شركة ''بادي فيزيون'' للمنتج محمد صحراوي عن هذه القاعدة، بعدما عجزت عن تصوير أعداد إضافية، من حلقات سلسلة ''الفهامة''، لعدم وجود سيولة نقدية، نتيجة تماطل ''اليتيمة'' في دفع المستحقات التي هي عليها ل BADI-VISION، وشركات أخرى كثيرة تعاني من نفس المشكل!! ويكون المشاهدون الأوفياء لليتيمة، قد لاحظو توقف السلسلة الفكاهية ''الفهامة'' عن البث لمدة أسبوعين متتاليين، ما أثار تسائل الكثيرين حول سر هذا التوقف، خاصة وأن السلسلة لم يحصل أن اختفت في ظروف غامضة كهذه، وبحسب مصادرنا الموثوقة من مبنى شارع الشهداء، فإن المنتج محمد صحراوي، لم يسلم الحصة لعدم حصوله على مستحقاته من التلفزة منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، وأنه قام بإخطار المسؤولين عن قسمي البرمجة والإنتاج عن عدم وجود سيولة لديه لتصوير أعداد إضافية من سلسلة ''الفهامة''، لكنه صدم بأن آذان المسؤولين من طين وأخرى من عجين!!، مع الإشارة إلى أن عدد كبير من شركات الإنتاج تعاني من نفس المشكل، حيث لا تحصل على مستحقاتها إلا بشق الأنفس، ونذكر على رأسها حصص ''الصراحة راحة''، ''عالم السيارات'' و''الدزاير SHOW'' وغيرها. وفي محاولة لإخماد المشكل سلّم التلفزيون جزءً صغيرا من المستحقات لشركة ''بادي فيزيون''، غير أن المشكل يبقي قائما لدى باقي الشركات التي تعاني من هذا التماطل، غير أنها لا تستطيع الجهر به، خوفا من أن يطالها شبح الظهور!! والمفارقة أن التلفزة التي تتعامل بهذا المنطق الغريب مع بعض شركات السمعي البصري، وليست كلها، تحصل على مداخيل وسيولة نقدية ضخمة من الإشهار، حيث يكفي أن نعطي مثالا حيا على ذلك، بأن قيمة الإشهار من الساعة السابعة مساءً إلى التاسعة ليلاً، أي مايعرف بال ''PRIME -TIME'' أو وقت الذروة، تقدر ب30 مليونا مقابل 30 ثانية، والسؤال الذي يطرح نفسه: أين تذهب ميزانية الإشهار، إذا كانت ''اليتيمة'' تتماطل في دفع ماعليها لشركات الإنتاج الخاصة؟ والتي تكون في كثير من الأحيان وسيلة لجلب الإعلانات لها!!.