فجر معارضون لنهج القيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني، فضيحة من العيار الثقيل، تكشف مدى استغلال بعض قيادات الأفلان الذين يصفون أنفسهم بأنهم ممثلي حزب السلطة والدولة، لنفوذهم ومناصبهم في التجنيد والتعبئة لصالح مرشحي حزبهم خلال الحملة الانتخابية للتشريعيات المقبلة. الفضيحة الجديدة، والمدعمة بالوثائق، تتمثل في قيام رئيس إحدى بلديات ولاية عنابة والمنتمي سياسيا لحزب جبهة التحرير الوطني، بتوجيه استدعاءات مكتوبة لعدد من عمال وموظفي البلدية، لإجبارهم على حضور تجمعات شهبية انتخابية ينشطها المترشح عن الأفلان في قائمة عنابة البرلماني المثير للجدل بهاء الدين طليبة. وتكشف نسخة من تلك المراسلات التي وجهها رئيس بلدية عين الشرفة التابعة إقليميا لدائرة عين الباردة، لعدد من عمال البلدية التي يشرف على تسييرها، كيف راح المير يخاطب موظفي البلدية، كتابيا، ويأمرهم بحضور تجمع انتخابي نشطه طليبة، يوم 22 أفريل الماضي بدار الشباب. والمثير في تلك المراسلة هو أن رئيس البلدية، راح يشر في أوامره المكتوبة الموجهة لعمال البلدية، أن حضور التجمع الانتخابي إجباري، في إشارة مباشرة الى امكانية تسليط عقوبات على كل من يخالف الأوامر ويتخلف عن حضور تجمع طليبة. وتؤكد هذه المراسلات وجود استغلال لبعض من مسؤولي ومنتخبي الأفلان، لمناصبهم وسلطاتهم، لتجنيد وحشد الدعم الشعبي لممثلي حزبهم في السباق الانتخابي، خارقين بذلك القانون الذي يمنع استغلال وسائل الدولة في أي حملة انتخابية. ويشار في الأخير إلى أن البرلماني بهاء الدين طليبة، الذي تدور حوله الأقاويل والقصص حول الكيفية التي صعد بها الى البرلمان في تشريعيات 2012، عندما راح يغري الناخبين بالمال والهدايا خلال الحملة الانتخابية، من خلال توزيع علب عطور تحمل صوره ورقم القائمة الانتخابية للحزب الذي ترشحه ضمن صفوفه آنذاك، كثيرا ما كان محل اتهامات بخرق القانون، وبتوظيف المال الفاسد في نشاطاته السياسية.