تصاعدت جرائم تهريب العملة الصعبة والذهب، نحو الخارج بشكل رهيب خلال السنوات الأخيرة، لتصبح الظاهرة تهدد الإقتصاد الوطني، في ظلّ غياب مكاتب الصرف، وارتفاع فاتورة الإستيراد، ناهيك عن زيادة طلب الحجاج والمغتربين وحتى التجار تزامنا مع حلول فصل الصيف وموسم الحج، لتتحولّ الجزائر إلى ورشة مفتوحة ونقطة عبور هامة لتهريب العملة الصعبة، وكميات معتبرة من الذهب، بفعل اجتياز المهربين كل المنافذ الحدودية. "النهار أونلاين" رصد قصصا واقعية عن أخطر عمليات التهريب تشهدها الموانئ والمطارات، حيث سجّلت مصالح الجمارك على مستوى ميناء العاصمة ومطار "هواري بومدين" يوميا عشرات قضايا تهريب العملة والذهب نحو الخارج، ما مكّنها من توقيف 1 إلى 7 أشخاص كمعدّل يومي. ويتمّ التهريب بطرق تدليسية واحتيالية، وأخرى ينتهج فيها المهربون طرقا جد طريفة بغرض تمويه أعوان الشرطة والجمارك، كاستعمال بعض المهرّبين الجوارب والملابس الداخلية، واستخدام قطع (الشوكولاطة) لتهريب الأموال والذهب بعيدا عن رقابة مكاتب التصريح الجمركي، قبل أن يطيح بهم جهاز السكانير أو بفضل فطنة الأعوان، فيتم توقيفهم مباشرة قبل امتطاء الطائرات والبواخر. تاجر يعبئ حقيبة وملابس داخلية بالعملة لتهريبها إلى تركيا أفلحت فرقة مراقبة وأمن الطائرات بمطار هواري بومدين، خلال ماي الأخير، في احباط محاولة تهريب مبلغ مالي معتبر من العملات الأجنبية نحو تركيا، من قبل تاجر ألبسة، يبلغ من العمر 33 سنة، ينحدر من ولاية غليزان، بعدما قام بإخفاء مبلغ 13720 أورو، و250 دولار أمريكي داخل حقيبته، وآخر من العملة الأجنبية التونسية بقيمة 140 دينار في ملابسه الداخلية. وبمجرد تأهب المشتبه فيه، لإمتطاء الطائرة، تمّ توقيفه وحجز الأموال التي تبيّن أنّه لم يصرح بها أصلا لدى مصالح الجمارك، بعدما تمكّن المعني من اجتياز شبابيك شرطة الحدود، ومكتب التصريح الجمركي، وعليه تم تقديم المتهم للعدالة حيث أدانته محكمة الدار البيضاء بعام حبسا نافذا مع مصادرة المحجوزات. شاب يهرّب 140 ألف أورو داخل الجوارب لشراء مركبة في محاولة يائسة، جرّب فيها ثلاثيني حظه لأجل تهريب مبلغ 140 ألف أورو عبر مطار العاصمة، اقتناه من السوق السوداء "السكوار"، بغية شراء مركبة من الخارج، بعد صرف المبلغ هناك، حيث راح المتهم يخفي بطريقة احتيالية جزءً من المبلغ داخل جواربه التي ارتدى منها زوجين، وآخر وزّعه في مختلف أنحاء جسمه، في محاولة منه لتمويه أعوان الجمارك والحدود، قبل أن يكشف جهاز السكانير مخططه، وتمّ توقيفه على مستوى القاعة الخارجية للمطار بعدما تمكن من اجتياز مكتب التصريح الجمركي. وأحيل المتهم على العدالة، أين اعترف بأنّ المبلغ الذي ضُبط بحوزته أراد استعماله لشراء مركبة من الخارج، نافيا جرم تهريبه مؤكدا في خضم تصريحاته أنّ المبلغ يحوز بخصوصه سندا بنكيا، قبل أن يلتمس في حقه وكيل الجمهورية بمحكمة الدار البيضاء توقيع عقوبة عامين حبسا نافذا وغرامة مالية بقيمة حجز المخالفة، عن تهمة مخالفة التشريع والتنظيم ومخالفة حركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج. مغترب يهرّب كيس ذهب في سيارة عبر الميناء أقدم مغترب على تهريب كيس من الذهب يقدر وزنه ب8 كيلوغرامات، عبر ميناء العاصمة، مستغلا رحلة علاج بفرنسا دامت لأشهر، فخبّأ الذهب بإحكام داخل سيارته السياحية، محاولا الدخول إلى أرض الوطن، وبمجرد بلوغه نقطة التفتيش تمّ توقيفه من قبل فرقة الجمارك بعدما بيّن جهاز السكانير الكيس المخبأ بمركبته. وبعد حجز الكمية لأجل وزنها، تبين أنها تفوق الكمية المسموح بتمريرها على نقاط العبور، ما جعل المتهم يقتاد إلى التحقيق، ليحال بعدها على محكمة الجنح بسيدي امحمد، بتهمة مخالفة التشريع، وهي التهمة التي أنكرها، مصرّحا أنّ كيس الذهب ليس ملكه ولا يعرف مصدره، زاعما أنّ أحد الأشخاص وضعه داخل سيارته دون علمه، قبل أن يلتمس وكيل الجمهورية توقيع عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا في حقه. موظف بقنصلية مالي يوظف جامعيين أفارقة لتهريب الأورو لم يجد رعية افريقي موظف بسفارة مالي طريقة سهلة لتهريب العملة الصعبة إلى بلاده، سوى توظيف جامعيين من بني جلدته في رمضان، بعدما جنّد 3 طلبة بالجزائر، لتهريب 33 ألف أورو أي ما يضاهي 100 مليون سنتيم في الرحلة الواحدة عبر مطار هواري بومدين، وهي المحاولة التي أحبطت في آوانها بتاريخ 3 جوان الفارط. وعند اجتياز المشتبه فيهم جهاز "سكانير"، تبيّن أنّهم يحوزون على مبلغ مخبّأ بإحكام في حقائبهم اليدوية وملابسهم، فتم توقيفهم وحجز المبلغ المذكور، لتدينهم المحكمة بعقوبة شهرين حبسا نافذا وغرامة ب20 الف دج، بعدما تمسكوا بإنكارهم حيازتهم المال محل التهريب. مغترب يشحن الذهب في علب الشوكولاطة لم يكن مغترب قادم من باريس إلى الجزائر العاصمة، يعلم أنّ مصالح الجمارك في مطار هواري بومدين، ستحبط محاولته لتهريب 111 خاتما من الذهب الخالص، قدّر وزنها اجمالا ب512 غرام، بعدما اكتشفت أنّ المعدن خبأه داخل علب شوكولاطة في محاولة لتمويه أعوان الجمارك وشرطة الحدود، لتهريبها. وبعد معاينة المعدن المحجوز واخضاعه للخبرة، اقتيد المشتبه فيه إلى التحقيق، حيث من المنتظر أن يتم تقديمه أمام الجهات المختصة. ايقاف 3064 شخص منهم 378 أحيلوا على العدالة كشفت بيانات الشرطة، أنّه خلال الثلاثي الأول من العام الجاري، تمّ معالجة 2762 قضية وايقاف 3064 شخص تم تقديم 378 منهم أمام النيابة. وجرى ربط ارتفاع عدد القضايا المعالجة الى المجهودات المبذولة من طرف مصالح شرطة الحدود واستغلالها الأمثل للتكنولوجيات الحديثة المستعملة في الميدان.