عاش، نهار أول أمس الخميس، حي الماتش القصديري بسكيكدة، على وقع أحداث شغب وعنف مؤسفة، بعد مواجهات عنيفة اندلعت بين شباب الحي وعناصر الشرطة احتجاجا ومطالبتهم بترحيلهم إلى مساكنهم الجديدة التي لم يتحدد بعد مصيرها، السبب الذي أخرج سكان الحي إلى الشارع من أجل الانتفاضة وإيصال صوتهم وتذمّرهم إلى الرأي العام . كانت شرارة العنف الأولى عند منع النسوة من تنظيم مسيرة سلمية عند مدخل الحي، لتخرج الأمور عن نطاقها لما منعتهن مصالح الأمن من احتلال الشارع الرئيسي وشل حركة المرور، وعند فشل لغة الحوار اضطرت القوة العمومية إلى إجبارهن على مغادرة المكان رغم تعهدات رئيس أمن الولاية شخصيا بنقل وتنظيم لقاء مع السلطات الولائية، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، وأمام هتافات النسوة وصراخ الأطفال انتشر الخبر في أوساط شباب الحي بسرعة البرق، أين دخلوا في مواجهات خطيرة وعنيفة مع عناصر الشرطة وقاموا برشقهم بالحجارة من كل حدب وصوب، مما تسبب في إصابة عميد للشرطة والعشرات من أعوانه بجروح متفاوتة الخطورة، كما تعرض شرطيان إلى كسور على مستوى الرجل واليدين، مما دفع عناصر الأمن إلى استعمال قنابل مسيلة للدموع من أجل تفريق المحتجين واحتواء الوضع، ولم يسلم البعض من المواطنين والسكان القاطنين بجانب حي «الماتش» من هذه الانتفاضة، أين تم تسجيل حرق سيارتين بالقرب من مسجد «قباء» ملك للجيران، كما ألحق خسائر كبيرة وأضرار في ممتلكات التجار وكذا سكان الحي، بعد أن أصيبت منازلهم ومحلات التجارية بالحجارة، مما اضطرهم إلى غلقها ومغادرتها، كما تم تسجيل نقل البعض من المواطنين إلى المستشفى من طرف عناصر الحماية المدنية، بعد أن أصيبوا بإغماءات بسبب الغازات المسيلة للدموع. سكان الحي: «حڤرونا.. 4 وُلاة على تسيير الولاية من دون جدوى» «النهار» التي كانت في موقع الحدث رغم خطورة الوضع، إلا أنها استمعت للسكان الذين كشفوا عن معاناتهم منذ الاستقلال، مما وصفوه ب«الحڤرة» والتعسف، منددين بتجاوزات البعض من المسؤولين المحليين، حيث قال أحدهم: «كيف لولاية مثل سكيكدة يجيك منها الخير وقد تعاقب على تسييرها أربعة ولاة في ظرف عام ومازال مافراوهاش مع السكن»، ويضيف آخر: «نحن الحي الوحيد في الجمهورية الجزائرية الذي تخلت عنه الدولة، فرئيس الجمهورية أنصف جميع الأحياء السكنية في جميع الولايات، إلا حي الماتش بولاية سكيكدة، وعلاش هذه الحڤرة». وطالب عقلاء السكان والمحتجون رئيس الجمهورية التدخل من أجل التعجيل بتوزيع السكن لقاطني «الماتش» قبل أن تتأزم الأوضاع نحو الأسوإ وفي القريب العاجل على حد تعبير السكان المحتجين. استقالة رؤساء لجان الحي والأمن ينجح في عقلنة السكان المنتفضين وقد تبرأ سكان حي «الماتش» المحتجين من رؤساء اللجان الأربع بعد أن اتهموهم بالتواطؤ والتلاعب بمصيرهم ومصير عائلاتهم، أين طالبوهم بالرحيل وعدم تمثيلهم، وهو ما أجبر رؤساء اللجان على تقديم الاستقالة، في الوقت الذي نجح فيه إطارات بأمن ولاية سكيكدة في تهدئة الأوضاع، بعد لقاءاتهم المتكررة مع بعض شيوخ وشباب الحي، أين تمكنوا من توقيف العنف والشغب، مما ساعد على فتح الطريق على مستوى الشارع الرئيسي بحي صالح بوالكروة وعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي، مع التعهد بالتكفل بانشغالاتهم في أقرب وقت ممكن ونقلها لوالي الولاية، المطالب بإخماد نار الفتنة في هذا الحي الذي راح ضحية وعود كاذبةspan style="font-size: 12.0pt; font-family: "Helvetica","sans-serif";".