اندلعت أمس أعمال شغب واسعة بحي ديار البركة وسط بلدية براقي، شهدت خلالها المدينة اشتباكا بين عشرات السكان وقوات الشرطة وعناصر مكافحة الشغب التي طوقت الحي بشكل كلي، وقطعت الطريق الرابط بين براقي وسيدي موسى والأربعاء بولاية البليدة. كما علمت ''البلاد'' بتوقيف 5 من الشبان المشاركين في أعمال الشغب التي طالت أحياء عدة بالمنطقة. وانطلقت شرارة الأحداث بعد تأجيل عملية ترحيل السكان أسوة بأخرى شملت سكان الشاليهات والأحياء القصديرية ببرج الكيفان وديار الشمس، الأمر الذي دفع سكان حي ديار البركة إلى قطع الطريق عند مدخل براقي مستعملين متاريس وحجارة وأكواما هائلة من أكياس القمامة، كما قاموا بحرق عجلات عملاقة بالقرب من محطة البنزين وثانوية طارق بن زياد، مما دفع بعناصر الشرطة التابعة لأمن الدائرة إلى مواجهة السكان وإجبارهم على فتح الطرقات خاصة أن وقت المواجهات بدأ في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا وهو وقت الذروة. ولم تنجح الشرطة في رد المهاجمين واستعانت بأعداد إضافية من عناصر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بحي بن غازي. وأمام الأعداد المتزايدة من الشباب الغاضب واتساع رقعة المواجهات عززت مصالح الأمن بوحدة لمكافحة الشغب التي وقفت لصد المحتجين الذين كانوا يلقون أكواما كبيرة من الحجارة الكبيرة والزجاجات الحارقة. ولمعرفة المحرضين والمخططين للمواجهات شوهد عدد من عناصر الاستعلامات العامة التي كانت تراقب الوضع من بعيد وتسجل ملاحظاتها عن الوضع المتأزم داخل الحي وخارجه باعتباره يقع بين مقر أمن الدائرة، ومقر آخر للأمن الحضري بالشارع الرئيسي لبلدية براقي حيث انتشرت أعداد كبيرة من الشرطة لتأمين المقرين الأمنيين، والأمر نفسه عرفه مقر الدائرة والبلدية اللذان تعززا بوحدات مكافحة الشغب تحسبا لوصول المحتجين إليهما، خصوصا مع إقدام عدد من النسوة والشيوخ على تنظيم اعتصام سلمي أمام مقر الدائرة الإدارية. واستمرت المواجهات بين السكان ومصالح الأمن إلى ما بعد الواحدة زوالا، كما سجلت إصابات طفيفة في صفوف السكان، باستثناء إصابة امرأة على الرأس بحجر لا يعرف مصدره، في حين أصيب خمسة عناصر من الشرطة حسب مصادر أمنية، إصابة واحد منهم كانت بليغة نوعا ما، بعدما حاصره السكان بأحد الأزقة ورشقوه بالحجارة. وتحاشت الشرطة استعمال الغازات المسيلة للدموع واكتفت بإلقاء الحجارة على المهاجمين، كما لم تستعمل المزنجرات داخل الحي، بينما لوحظ عدم حمل غالبية أفراد الشرطة أسلحتهم النارية. وذكر مصدر أمني مطلع ل''البلاد'' أن أفراد الشرطة تلقوا تعليمات صارمة من المديرية العامة للأمن الوطني تحثهم على ضرورة التحلي بالرزانة وتفادي استعمال القوة والغازات المسيلة للدموع، ولا حتى استظهار الأسلحة الشخصية في خطوة منها لتهدئة الأمور، تفاديا لوقوع انزلاقات غير محسوبة مثلما حدث مع أحد عناصر الشرطة ممن عملوا سنوات طويلة ببراقي وهو معروف لدى السكان والذي تدخل في مساعٍ مع كبار الحي لكن الأمر كاد ينقلب عليه بعدما رشق بالحجارة، ما اضطر أحد زملائه من الشرطة القضائية إلى رفع المسدس لإرغام السكان على التراجع، كما سمعت طلقات نارية قال السكان إنها رصاص أبيض وذكر أحد أعوان الشرطة أنها ألعاب نارية استعملها السكان. من جهة أخرى، اجتمع أمس الوالي المنتدب لدائرة براقي ورئيس البلدية ورئيس أمن الدائرة بممثلي الحي. اللقاء الذي دام أكثر من ساعتين، وعد خلاله الوالي المنتدب سكان الحي بإرسال التقارير النهائية إلى اللجان المكلفة بتحديد قوائم المستفيدين من عملية توزيع السكنات لإرسالها إلى الوالي للفصل فيها. في حين أكد أن سبب التأخر في إعلان قائمة المستفيدين راجع إلى تفضيل الجهات الرسمية إعادة التدقيق في أسماء المستفيدين بعد انكشاف فضيحة تورط مسؤول الخدمات الاجتماعية في الدائرة في تلقي رشاوى . كما شوهد الأمير الوطني السابق ل''الجيا'' عبد الحق لعيايدة وهو من سكان براقي يحاول حضور الاجتماع لكنه منع مما جعله يشتاط غضبا ويغادر مقر الدائرة على الفور، وكان لعيايدة قد تدخل قبل ذلك لاحتواء الموقف وثني الشبان عن مهاجمة رجال الأمن. استمرار الحضور الأمني بمدخل نفق واد أوشايح عززت مصالح الأمن من عناصر الشرطة القضائية وقوات مكافحة الشغب حضورها عند مدخل واد أوشايح تحسبا لأية انزلاقات جديدة قد تحدث بعد تلك التي وقعت عشية السبت، وأغلق المحتجون خلالها النفق الذي يعد شريان المرور من وإلى العاصمة. وذكر مصدر أمني ل''البلاد'' أن الحضور الأمني أمر جد ضروري لتفادي تجدد أعمال الشغب بمنطقة جد حساسة كواد وشايح.