شهد مسجد عمر الفاروق ببلدية المنيعة فجر أمس حادثة نادرة أضحت حديث الرأي العام وذلك بعدما وافى الأجل المحتوم أحد المصلين البالغ من العمر 78 سنة أثناء سجوده على إحدى سجدات القرآن الكريم، مما جعل الكثيرين يشهدون له بحسن الخاتمة ويرجون من الله أن ينعم عليهم بمثلها، المصلي المتوفي الذي أضحى حديث الساعة وشهدت جنازته توافد المئات من المواطنين من داخل وخارج المنطقة تتقدمهم أسرة الراحل ورفاق دربه والسلطات المحلية لم يكن سوى رئيس اللجنة المحلية للهلال الأحمر الجزائري بالمنيعة، المجاهد دحاج عبد العزيز بن محمد البشير الذي ولد بمنطقة الكاف القصبة بمدينة تميمون ولاية أدرار سنة 1931، حيث تلقى تعليمه الديني في الكتاتيب القرآنية بكل من تميمون وأدرار، وكان من بين الشيوخ الذين تتلمذ على يديهم الإمام باقدير إمام مسجد القصبة، كما تلقى التربية الكشفية على يد الحاج محمد بن بيتور وأخيه علال، حيث كانت الكشافة غطاء لنشاطه السياسي ثم العسكري ضد المحتل الفرنسي، وتركز نشاطه في الغرب والجنوب الغربي الجزائري، حيث كان يبث الأناشيد والخطب الحماسية في الجماهير مما أدى إلى اعتقاله في عدة سجون وتعذيبه ومن ثم الحكم عليه بالإعدام الذي خفف إلى الأشغال الشاقة وبعد إطلاق سراحه استقر بالمنيعة مواصلا نشاطه الثوري بها رغم وضعه تحت الإقامة الجبرية.