أسرت مصادر على إطلاع بقطاع السجون في الجزائر أن عمليات الفرار عادة ما تتم عن حسن النية التي يتعامل بها المكلفون بحراسة المحبوسين والمساجين سواء من أعوان مؤسسات وقاية أو أعوان الأمن التابعين لسلك الشرطة. ويعمد المحبوس المعد لخطة الفرار، على كسب ثقة هؤلاء الأعوان أولا، ليتم تشغيله من طرف إدارة المؤسسة العقابية في إطار ما يسمى ب ''السخرة'' بعد النظر في إعتبارات عديدة أهمها مدة الحبس المتبقية من نفاذ العقوبة وكذا ملف حسن سيرته وسلوكه اليومي داخل قاعات مؤسسات إعادة التربية مع زملائه من النزلاء، وبعد تأهيله من طرف إدارة المؤسسة العقابية للعمل مع فئة المسخرين داخل المؤسسة وخارجها لرمي القمامة أو القيام ببعض الأعمال الفنية التي تخص المجلس القضائي والمحاكم التابعة لها، ويباشر بعدها المحبوس العمل على تنفيذ خطته بالفرار وتحين الفرصة المناسبة لاستغفال أعوان الأمن، كما أن حالات الإهمال التي كشفت عنها تحقيقات مديرية السجون في بعض الحالات لها دخل في فرار بعض السجناء. ولعل أهم قضية هي تلك التي كشف التحقيق بشأنها على مستوى سجن الحراش بالجزائر العاصمة، حيث حاول خلال شهر أوت من السنة المنصرمة أحد المتهمين الفرار من داخل مصلحة كتابة الضبط القضائي بسجن الحراش،بعد أن كان المسؤول على المصلحة في مكالمة مع مدير السجن بمكتب هذا الأخير، وحاول السجين الفرار عبر نافذة المكتب والتسلل إلى قاعة الزوار التي كانت تعج بهم في تلك الفترة. حادثة أخرى، كشفت عنها مصالح الأمن هذه المرة بولاية بجاية، حيث بعد التحقيق مع المدعو ''مولود.ر'' وهو دركي سابق متورط في عملية قتل، أكد أنه خطط لعملية الفرار قبل إلتحاقه بالجماعات الإرهابية من داخل أسوار سجن بجاية، بطريق إيهام الحراس بالمرض ليتم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى خليل عمران، أين تمكن من الهروب ليستقر بعدها مع الإرهابيين بجبال منطقة بلدية سمعون.