يشكو سكان مناطق البترول والغاز بولاية إيليزي من معاناة حقيقية في مجالات عديدة، بحيث لا يزال غالبيتهم يسكنون بيوتا من القصدير، في ظروف أقل ما يقال عنها أنها لا تليق بمقامهم، ويفترشون الأرض في ظل إنعدام الكهرباء والماء وقاعات العلاج المغلقة والنذرة في الدواء وهم الذين يجاورون مناطق تعد من أكبر المناطق إنتاجا للذهب الأسود، رصدت لها أموال طائلة فقط بهدف النهوض بها وتحسين المستوى المعيشي لسكانها، الذين لا يتجاوز عددهم 15 ألف نسمة ببلديات عين أمناس وبرج عمر إدريس والدبداب. السكان بمناطق برج عمر إدريس وتيفتي وأوهانت و عين أمناس وتمرولين والدبداب ومركسان وضعهم المعيشي والإجتماعي، لا يوحي بأنهم يسكنون ضمن خريطة أغنى مناطق الغاز والبترول، إذ لا يزالون يسكنون بيوتا من الطوب وأخرى من القصدير وبقايا الخردوات والخشب، وهم بذلك عرضة لكل أنواع الأمراض الوبائية، جراء الغياب التام في أغلبية ما يسمى بالأحياء السكنية الفوضوية لشبكات الماء و الصرف الصحي، كما هو بمناطق أوهانت وتيفتي و مركسان وتمرولين والبعض من أحياء بلدية برج عمر إدريس، خاصة زاوية سيدي موسى ومحمد بوضياف و الطابق والعين والحدب، حتى المشاريع السكنية التي تم بناؤها بطرق أقرب من التحايل والغش، لا تستجيب لمواصفات السكن المرغوب فيه من قبل السكان بهذه المناطق والأحياء الذين سئموا من وضعهم الحالي، رغم أنهم وجهوا العشرات من نداءات الإستغاثة لمختلف الجهات والسلطات، بما فيها شركات البترول والغاز العاملة هناك ومنها سونطراك، لكن وحسبهم لا حياة لمن تنادي، ولا فرق عندهم في حلول فصول السنة وكذا بمجيء الصيف بمتاعب الحرارة والنقص في التزود بالكهرباء لمواجهة الحر، والشتاء ببرودة البيوت التي صنعوها من الكرتون والخشب وبقايا خردوات من شركات البترول، لا تقيهم من شدة البرد شتاء والحر صيفا، ومن ذلك فإن الأمراض يسهل عليها اختراق أجسامهم النحيفة في ظل سوء التغذية وانعدام العلاج كون الأغلبية من قاعات العلاج مغلقة، والطبيب قد يجيء يوما ويغيب شهورا دون الحديث عن الدواء الذي لا يزال الأغلبية منهم يعتمدونه في مداواة مرضاهم على الأعشاب والطرق التقليدية في جبر الكسور و توليد النساء وختان الأطفال، أما دفن موتاهم فيتم في صمت ولا يزعجون في ذلك أحد لإيمانهم القوي بربهم الواحد والوحيد الذي يرفعون له شكواهم.