امتلأ قلبي بهجة وسرورا عندما اكتشفت هذا الفضاء الذي يحمل الكثير من الحلول المثالية لأصحاب المشاكل المستعصية، وأكثر ما أريده التواصل والإستمرارية، فبارك الله في كل الساهرين لإنجاز هذا العمل الإنساني. أنا صورية من أم البواقي في السادسة والعشرين من العمر طبيبة أسنان، أعمل في عيادة أحد الأطباء القدامى، حيث أجد المتعة الكبيرة في ممارسة هذه المهنة التي أحببتها، والتخصص الذي سهرت الليالي وتنازلت عن الكثير من أجل تحصيله، وبذلك فأنا جد مرتاحة من الناحية العملية، وكذا العائلة. لكن أحوالي العاطفية ليست على أحسن ما يرام، بسبب تصرفات خطيبي الطائشة التي لا تعرف معنى المسؤولية رغم أنه تجاوز الثلاثين من عمره. فهذا الخطيب الذي أحببته كثيرا يشبه المنشد سامي يوسف بل يفوقه وسامة لكن أفعاله سيئة والكل يشهد له بذلك، وقد ازداد استهتارا منذ أن التمس اهتمام الفتيات به، حيث بدأ باستغلال هذا الأمر في ربط العلاقات، مع هذه وتلك، واستثماره لذلك الشبه في العديد من الأمور المشبوهة. لقد وصلت به الجرأة والوقاحة إلى مصاحبة النساء المتزوجات من أولئك الخائنات، اللواتي لا يعرفن معنى حرمة الزواج، ولسوء حظي أن خطيبي يا سيدتي الكريمة محظوظ جدا مع الجنس الآخر، فهو ينال إعجاب كل امرأة وأغلب نساء المدينة الصغيرة التي أسكنها تلهث وراءه، لقد حاولت التحدث معه بخصوص هذا الموضع، وطالبه بالإمتثال إلى الأخلاق التي تليق بشاب خاطب على أهبة الزواج. لكن وعوده الكاذبة تذهب دائما أدراج الرياح. ما أخشاه من هذا الحبيب، هو التورط في علاقة تكون نتيجتها الإبتعاد عني، رغم أنه يدعي أنه يحبني، وهذا ما يجعلني أرغب بتعجيل الزواج، وفي الوقت نفسه يرعبني الشعور بالفشل في الحياة الزوجية من رجل محط اهتمام كل النساء، إني في ضائقة من أمري أرجو النصح من فضلك سيدتي الكريمة، فماذا عساك فاعلة لو كنت مكاني؟ فاطمة/أم البواقي الرد: لن أكون في مكانك أبدا يا عزيزتي، لأني لا أؤمن بحب المظاهر، لأن الحب الحقيقي يتعلق بجوهر الإنسان وأخلاقه، وخصاله المميزة، وليس وسامته، وكونه شبيه فلان أو فلان، فإنه يصعب عليه التوبة إلى حد بعيد، لأن عشق النساء يعتبر للبعض بمثابة الإدمان، نتمنى ألا يكون خطيبك من هذه الزمرة البشرية. إنك تعرفينه حق المعرفة التي تخول لك أخذ القرار المناسب بشأن علاقتهما فإذا رأيت القرار المناسب بشأن علاقاتهما، فإذا رأيت مجالا لإصلاح شأنه وجعله مستقيما، لابأس من تعجيل الزواج، أما إذا كان العكس أو ثمة خوف من ناحيته، الأحسن إنهاء الأمر قبل التورط في علاقة فاشلة قد تثمر أبرياء يعيشون في نكر الوالدين مدى الحياة.. فكري جيدا ثم قرري. ردت نور