تفاجأوا بإسقاط أسمائهم من سجلات الناخبين مواطنون تحصلوا على أكثر من بطاقة ناخب في العاصمة وعنابة لم يعد أداء الواجب الانتخابي في الجزائر حكرا على الأحياء فقط، بل أن الأموات أصبحوا يدلون بأصواتهم لصالح مترشحهم المفضل حتى وهم في الدار الآخرة، لينطبق عليهم المثل القائل: «هم يضحّك وهم يبكّي»، إذ تم إسقاط مئات المواطنين من قوائم الدار الدنيا وإلحقاهم بقوائم الدار الآخرة، فيما تم إلغاء أسماء آخرين من القوائم نهائيا رغم أدائهم لواجبهم الانتخابي في تشريعيات ماي 2017. وكما هو حال الإدارة التي تطبعها البيروقراطية، لم يتم تحديد المسؤول عن مثل هذا التجاوز الخطير الذي يمسّ مصداقية العملية الانتخابية، إذ أن العملية مسّت السجل الانتخابي الذي يضم أسماء كل الهيئة الناخبة في الجزائر، والذين أسقطت أسماؤهم بالمئات. وتعدّدت الحالات التي تخص جزائريين أسقطت أسماؤهم من القوائم الانتخابية، وعندما توجهوا إلى مقر البلديات التي يقطنون بها، صدموا بأنهم ليسوا أحياء بل أموات لا يرزقون، كما كان الحال بالنسبة ل «م.ك»، وهو مواطن جزائري التقته «النهار»، أول أمس، أمام مقر بلدية بوزريعة بأعالي العاصمة، الذي لم يتمكن من أداء واجبه الانتخابي، حيث صرح قائلا: «أردت أداء واجبي الانتخابي فحرمت منه، ليس لأنني جئت متأخرا أو لم أسجل في القوائم الانتخابية، وإنما لأنني حيّ ولكن في حكم الميّت، وبلديتي أسقطتني من القوائم الانتخابية، بحجة أنّني انتقلت إلى جوار ربي وأنا حي أرزق». حالة أخرى تخص «ب.ن» الذي توفي منذ سنوات خلت، إلا أنه قام بعملية التصويت في أحد مراكز الانتخاب بنفس البلدية، وسط صدمة عائلته التي قررت أن تقوم بمتابعة المتسببين قضائيا. 3 بطاقات ناخب «لكل رأس وصوّت يا مواطن»! ومن ضمن الكوارث التي سجلت إلى جانب تصويت الأموات، هو توفرهم على أكثر من بطاقة ناخب، الذين بالإضافة إلى مشاركتهم في سباق المحليات أدلوا بأكثر من صوت، والأمر ذاته بالنسبة للمواطنين الأحياء، حيث تحصلت على تسجيل يكشف حيازة منتخب محلي بالعاصمة على بطاقتي انتخاب، لأنه قام بتغيير مركز الانتخاب في نفس الحي، ليتفاجأ بتسليمه بطاقة انتخاب ثانية. 800 مواطن ومترشح للانتخابات أقصيوا من القوائم ببوزريعة ولعل المشكل الذي طرح نفسه بشدة خلال محليات 2017 في بلدية بوزريعة بالعاصمة، هو عدم تمكن أزيد من 800 شخص بما فيهم مترشحين للانتخابات، من الإدلاء بأصواتهم. وحسبما وقفت عليه «النهار» خلال الجولة التي قادتها إلى مراكز الاقتراع، هو عدم تمكن المترشحين للانتخابات من التصويت، إلا أن ما وقع صبيحة يوم الاستحقاق كان صادما للعديد من ممثلي الأحزاب لأكثر من 6 أحزاب، حيث لم يتمكنوا من التصويت لعدم ورود أسمائهم في السّجل الانتخابي الإلكتروني، رغم أنهم قاموا بالانتخاب شهر ماي الماضي. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أن القوائم لم تكن منشورة كما تفرضه القوانين، ورفض المسؤولون على مستوى الدائرة الإدارية لبوزريعة الإدلاء بأي تصريحات في هذا الشأن، عندما تنقلت «النهار» لطلب توضيحات حول القضية. العشرات من سكان الجلفة حرموا من حقهم في التصويت حرم أول أمس، العشرات من سكان ولاية الجلفة عبر 36 بلدية، لاسيما بعاصمة الولاية من أداء واجبهم الانتخابي، حيث تفاجأوا بعدم وجود أسمائهم ضمن القوائم الانتخابية المتواجدة على مستوى مكاتب التصويت، مما جعلهم تائهين بين المكاتب ومراكز الاقتراع، وهو الشيء الذي شكل حالة من التذمر والسخط تجاه الإدارة. وأكد مسؤول خلية الانتخابات ببلدية عاصمة الولاية، بأن الخلل يرجع إلى النظام الذي اعتمدته وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، الذي يلغي المسجلين في القوائم الانتخابية في حالة أخطاء في الأسماء أو تواريخ ميلاد غير محددة، وهو الشيء الذي أدى إلى حذفهم آليا من القوائم، مؤكدا في ذات السياق، بأنه يمكن إعادة تسجيلهم ضمن الهيئة الناخبة، وهذا باستحضار شهادات ميلاد أصلية وشهادات إقامة. 60 ناخبا ببومرادس لم يدلوا بأصواتهم أما بحي الساحل في ولاية بومرادس، فقد تفاجأ أزيد من 60 ناخبا بعدم العثور على أسمائهم بمركز التصويت بذات الحي، رغم توجههم إليه واستفادتهم من بطاقة الناخب، ولدى احتجاجهم لدى المصالح البلدية لبلدية بومرداس، عجزت عن إيجاد حل لهم، مما منعهم من الإدلاء بأصواتهم، وهو نفس الأمر لمنتخبين من حي المويلحة ببلدية أولاد موسى، الذين تم تحويلهم إلى مركز اقتراع جديد بحي مزاريع، ولدى توجههم للإدلاء بأصواتهم لم يعثروا على أسمائهم دفعهم، الأمر أيضا إلى الاحتجاج وعدم الإدلاء بأصواتهم. ناخبون لم يجدوا أسماءهم ضمن القوائم بباتنة في سياق متصل، تفاجأ صبيحة يوم الاقتراع عدد من المواطنين بعدم وجود أسمائهم في القوائم بمركز «الشهداء الإخوة بن خميسي» في حي كشيدة بباتنة، رغم امتلاكهم لبطاقات الانتخاب وبعملية التصويت بشكل عادي خلال التشريعيات الأخيرة. بدوره، أكد مدير التنظيم في ولاية باتنة في اتصاله بنا، أن الذين لم يجدوا أسماءهم قد يكونون غيروا مقرات سكنهم، في حين لمّح المسؤول ذاته من خلال تصريحه إلى أن إعداد القوائم وضبطها هو من اختصاص القضاء. 500 مواطن يحتجون بسبب شطب أسمائهم من القوائم في أدرار احتج، أول أمس، أزيد من 500 مواطن بولاية أدرار، أمام مصلحة الحالة المدنية لبلدية أدرار، على خلفية شطب أسمائهم من القوائم الانتخابية على مستوى العديد من المراكز، حيث لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم. وحسب المحتجين ومن بينهم نحو أزيد من 500 شخص ببلدية أدرار وحدها، في وقت لم يجد هؤلاء حلولا من قبل مصالح البلدية لتدارك ذلك -حسبهم- وتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم. وفي أم البواقي، أبدى عشرات المواطنين الناخبين تذمرهم لعدم وجود أسمائهم في السجلات بمكاتب الاقتراع، على الرغم من أن بطاقة التسجيل تؤكد تعودهم على الانتخاب بهذا المركز أو ذاك، مما جعل الكثير منهم يعود خائبا من دون أن يقوم بواجبه الانتخابي، لأنه لا يعرف إلى أين سيتجه أصلا، لعدم وجود مسؤولين لتوجيههم. أما في ولاية سكيكدة، لم يتمكن أكثر من 120 مواطن من الإدلاء بأصواتهم بسبب إسقاط أسمائهم من القوائم الانتخابية.