عرفت سوق مواد البناء ارتفاعا رهيبا لأسعار الإسمنت، منذ أكثر من شهر، أرجعها المسؤولون والمختصون إلى المضاربة في الأسعار وانعدام الرقابة، حيث وصلت أسعار هذه المادة التي تعد ضرورية جدا، إلى سقف 700 دينار للكيس الواحد كسعر للتجزئة، بعدما كانت لا تتعدى حدود 250 دينار . في ظل هذا الارتفاع ارتأت ''النهار'' التنقل إلى بعض نقاط بيع مواد البناء على مستوى العاصمة، من أجل معرفة أثر هذا الارتفاع على أصحاب المحلات والعاملين فيها، أين كانت لنا هذه الآراء والانشغالات التي طرحها علينا كل من أصحاب محلات بيع مواد البناء بالتجزئة والعمال اليوميون عندهم، حيث أجمع أغلبيتهم على أن إلتهاب أسعار مادة الإسمنت التي فاقت مستوياتها، منذ أكثر من شهر، جعل المواد الأخرى على غرار الرمل بنوعيه، الحصى، الآجر ومختلف مواد البناء الأخرى حبيسة المخازن رغم حفاظها على أسعارها، ويعود السبب في عدم اقتنائها إلى أن مادة الإسمنت هي مادة ضرورية، تتطلب استخدامها بالموازاة مع استغلال المواد الأخرى، ما يجعل الزبون يعزف عن الشراء، متجها إلى محلات أخرى تعرض مختلف السلع، أين يبقى أصحاب هذه المحلات يتكبدون خسارة بعد أخرى. ففي لقائنا بالسعدي وهو صاحب محل على مستوى منطقة الحميز بالعاصمة، أكد ل ''النهار'' أن أسعار الإسمنت قد فاقت مستوياتها هذا الشهر، بسبب لجوء الوسطاء إلى المضاربة، حيث يسعى أصحاب شاحنات الإسمنت إلى اقتنائه من المصانع بأسعار لا تتجاوز 300 دينار، لتصل أسعارها على مستوى محلات التجزئة إلى الضعف. كما قال مصطفى: ''إنه قد عزف عن بيع مادة الاسمنت بعد ارتفاع أسعارها، ما جعله يتكبد خسارة كبيرة، الحقيقة أنني أفكر في تغيير النشاط''، يضيف محدثنا. نقص مستوى إنتاج المصانع سبب هذا الارتفاع ... أما ''عبد الله'' وهو صاحب شاحنة لنقل الاسمنت، ويعمل في هذا المجال منذ أكثر من 20 سنة، فيقول أن سبب ارتفاع سعر الاسمنت، يعود إلى نقص الإنتاج على مستوى المصانع، ما يجعل الناقلين يقبعون على أبوابها لمدة تصل إلى 5 أيام، حيث تثقل مصاريف الشحن والسفر كاهل صاحب الشاحنة، أين يجبر على الرفع من سعر مادة الإسمنت. الحمالون..''سعر الاسمنت قطع رزقنا'' ومن جهتهم ''الحمالون''، والذين يلجأون إلى العاصمة من أجل كسب قوت يومهم وإعالة عائلاتهم، فقد كانت علامات الحسرة والتعب على وجوهم، فارتفاع أسعار الإسمنت، كان السبب في نقص وتيرة عملهم اليومي، حيث قال ''عمر'' من برج بوعريرج، ''أنا لا أكسب حتى قوت يومي هنا في العاصمة، وقد تركت عائلة بأكملها تنتظر من يعولها'' !!وأضاف ''عبد الكريم'' من قسنطينة، ''إنه لولا صاحب المحل لمتنا جوعا فنحن لا نملك فلسا واحدا بعد نقص وتيرة العمل بسبب ارتفاع أسعار الإسمنت''.